يتمكّن الإنسان من سماع صراخ الطفل، حتى على خلفية الضوضاء العالية وغيرها من الأصوات الهادرة، وذلك لخواص الصراخ السمعية الفريدة. فالصراخ ينشط المنطقة السمعية في القشرة الدماغية والمنطقة المسؤولة عن الشعور بالخوف.
فقد جمع علماء من الولايات المتحدة قاعدة بيانات عن الصراخ من الأفلام السينمائية والتلفزيونية، وطلبوا من أشخاص متطوعين الصراخ في المختبر بأعلى ما يمكن، واتضح من هذا أن الصراخ يحتل مكانة متميزة في الطيف الصوتي للإنسان، مختلفة عن تلك المسؤولة عن الغناء والكلام.
كما تبين خلال الاختبارات، ان الصوت الوحيد الذي يحفز تلك المنطقة من الطيف، هو صوت صفارات الانذار إذ يختلف صوت صفارات الانذار والصراخ عن بقية الأصوات بحدته وبسرعة زيادة قوته، حيث ان قوة الكلام تتراوح بين 4 و5 هيرتز، في حين تتراوح قوة الصراخ من 30 الى 150 هيرتز.
واستطلع العلماء رأي المشتركين في الاختبارات واتضح لهم ان الصراخ الأشد حدة يسبب الهلع، حيث ان ارتفاع الحدة يرافقه اشتداد الهلع في اللوزة؛ واستنتاج العلماء يشير الى ان مهندسي الصوت يسيرون في الطريق الصحيح، حيث يختارون لصفارات الانذار أصواتا قريبة من صوت الصراخ.