تتوازن الصخور العملاقة في ولاية كاليفورنيا منذ آلاف السنين، الأمر الذي يحير الجيولوجيين، لأنها تبدو وكأنها تتحدى الجاذبية، إلا أن دراسة جديدة ظهرت مؤخرا يبدو وكأنها وجدت حلا للغز.
ويوجد من هذه الصخور في ولاية كاليفورنيا وغرب نيفادا نحو 1200 صخرة، ولذلك قرر الباحثون الإقامة في مجموعة جبال “سان برناردينو” منذ بضع سنوات، لاكتشاف سر هذه الصخور الغريبة في هذه المنطقة.
الصخور تتراوح أعمارها ما بين 10 إلى 18 ألف سنة، وتقع بالقرب من صدع “سان جاسينتو” الكبير للغاية، بالقرب من صدع “سان أندرياس” الشهير، ولذلك يعد المكان خطيرا للغاية، بالنظر إلى تعرض ولاية كاليفورنيا الدائم للزلازل.
وبعد أكثر من عشر سنوات من البحث، قرر فريق العلماء أن هذه الصخور بقيت في مكانها بهذه الطريقة، بالرغم من الزلازل ومرور الآلاف من السنين، بسبب الطريقة التي يتفاعل بها كلا الصدعين “سان أندرياس” و”سان جاسينتو” مع بعضهما البعض أو بعبارة أخرى، فإن تفاعلهما يُضعف من أثر الزلازل على الصخور، ويجعل اهتزاز الأرض غير مؤثر بالنسبة لها.
وقد توصل العلماء إلى بيانات ونتائج هذه الدراسة باستخدام نماذج حاسوبية بالأبعاد الثلاثية لدراسة الصخور، وتحديد مقدار القوة اللازم ليطيح بها في ثلاثة سيناريوهات تصورتها إدارة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS): السيناريو الأول في حالة وقوع زلزال تبلغ قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر جنوب صدع “سان أندرياس”، والسيناريو الثاني زلزال بقوة 7.4 درجات بالقرب من “سان برناردينو”، والسيناريو الثالث زلزال بقوة 7.9 درجات بالقرب من فورت تييون مثل الذي حدث في عام 1857.
وقد أشارت النماذج الحاسوبية إلى أنه في ظل هذه السيناريوهات، يجب أن تكون الصخور قد سقطت منذ فترة طويلة، وخاصة أثناء الزلازل الكبيرة في أعوام 1812 و 1857. إلا أن الحقيقة أنها لم تقع، ومعنى ذلك أن الصدوع تتفاعل مع بعضها البعض بطريقة تقلل من تأثير الزلازل على الصخور.