ينظر المريض للطبيب على أنه مصدر أمن وشفاء، وبلسم يداوي الألم، لكن ومع الضغط الكبير الذي يتعرض له الطبيب في كل لحظة ومواصلته العمل ساعات طويلة من غير نوم أو راحة، هل يصبح مصدر الأمن مسبباً للخطر؟
فقد بحثت دراسة كندية حديثة في موضوع قلة نوم الأطباء ورصدت أداءهم على مستويين: الأول قيامهم بالعمل ساعات طويلة ومتأخرة من الليل من دون نوم ثم إجراؤهم عمليات جراحية في صباح اليوم التالي، والثاني: قيامهم بمعالجة المرضى نفسهم من غير العمل في اليوم السابق وحصولهم على قدر كاف من النوم.
وكشفت الدراسة أن الأطباء المناوبين لا يشكلون خطورة على مرضاهم في العمليات الجراحية. وركزت الدراسة المنشورة في مجلة “نيو إنغلاند الطبية” على الآثار الناجمة عن قلة نوم أطباء متدربين، محللة سجلات 40,000 مريض في مقاطعة أونتاريو.
وخضع جميع المرضى الذين شملتهم الدراسة إلى واحدة من أصل 12 عملية جراحية اختيارية في مستشفيات أكاديمية وعامة. ووجد الباحثون أن المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية من قبل الطبيب المناوب لم تكن لعملياتهم نتائج أو تبعات سلبية، ما لم يقدم الطبيب خدمات طبية في الليلة الماضية.
وقالت الدكتورة نانسي باكستر من معهد كلينيكل إيفاليوويتف سينسنس، والباحثة في هذه الدراسة: هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء هذه الدراسة على نطاق واسع لتناول موضوع سهر الأطباء والجراحين، وأثر قلة نومهم في رعايتهم للمرضى في مستشفيات أكاديمية وعامة.
وركز الباحثون على نتائج العمليات الجراحية للمرضى في اليوم نفسه الذي قام فيه طبيبهم بمعالجة مرضى آخرين بين منتصف الليل والساعة السابعة صباحاً، في الليلة السابقة، ثم رصدوا نتائج عمليات المرضى الذين خضعوا لنفس العمليات من قبل الطبيب نفسه، لكن من غير أن يقوم بعلاج أي مريض في الليلة السابقة.
قال المعد الرئيسي للدراسة الدكتور أناند غوفينداراجان، من معهد كلينيكل إيفاليوويتف سينسنس: لم نجد أي اختلاف في النتائج عند تصنيفها بناء على العملية أو عمر الطبيب أو المركز الأكاديمي. وأردف: رغم أننا لا نستطيع تحديد عدد الساعات التي لم ينمها الطبيب، فإن خبرته من شأنها أن تعوض أي انخفاض في أدائه.