تشكو بعض السيدات من طيش أزواجهن، وأنهم في حالة من عدم تحمل المسؤولية، ولعل السبب وراء هذه العادة لدى بعض الرجال هو أنهم اعتادوا في منزل الأهل وقبل الزواج على إلقاء المسؤولية على الأبوين، وكانوا في حمايتهم من أي تصرف خاطئ يصدر عنهم، أما وقد أصبحوا أرباب منازل فوجدوا أن التهرب من المسؤولية والعودة إلى حياة المراهقة والطيش هو الحل الأنسب لهم، فكيف تتعاملين عزيزتي مع الزوج المراهق؟
أول نصيحة نقدمها لك هي أن لا تعلبي دور الأم الحنون، التي تلبي لابنها كل ما يحتاجه، فأساس الحالة التي هو فيها هذا الدلال المسبق من الأم، لذا لا تعوديه على تحمل المسؤولية لوحدك، بل أشركيه في صغيرة وكبيرة، خصوصا الأمور التي تتعلق في البيت، وما يحتاجه من صيانة أو ترتيب أو تجديد أو حتى الحاجيات اليومية، وذلك حتى يعرف أن هناك عبء عليه وواجب لا بد من تأديته.
كذلك سيدتي لا تتواني عن فتح الموضوع مع زوجك منذ البداية، وانه خالٍ من المسؤولية، حتى لا يعتاد ذلك فتجدين نفسك في موقف يصعب معه إعادة الأمور إلى الوضع الطبيعي، بل اجلسي معه وناقشيه، بأن مهام البيت والأولاد كثيرة، وانك لا تقوين عليها لوحدك، وان المشاركة بينكما ستخفف الأعباء وتجعل انجازها أسهل وأسرع، وتكون هذه الخطوة بداية تفكير الرجل في انه لا بد من الرشد في البيت والتخلي عن تصرفات المراهقين.
اتبعي معه الحيلة، فتظاهري انك مضطرة للخروج من المنزل لزيارة الطبيب مثلاً، واتركيه بصحبة الأطفال، واطلبي منه بعض المهام، كإطعامهم والعناية بهم، وهنا سيبدأ بالاعتياد على الأسرة وانه فرد منها عليه واجبات لا بد أن يتحملها ويتمها، أو ادعي المرض مثلاً في البيت واطلبي اليه تحضير الطعام أو ترتيب الغرف، وهكذا حتى يشعر بالمسؤولية.
عززي ثقتك به، وذلك من خلال الشرح له انك بحاجة دائمة اليه، وانك تريدينه إلى جانبك، ولا تستطيعين التصرف من غير اخذ رأيه، وادعي عدم معرفتك لكافة الأمور وانه عليه التدخل لإصلاح أمر ما أو إيجاد الحل له، أي استدرجيه إلى المكوث في البيت شيئاً فشيئاً، ليجد نفسه محاطاً بحب العائلة ولا يستطيع الاستغناء عنها.
لا تستخدمي القسوة، فلا ترهقيه بالطلبات مرة واحدة، أو تحمليه عبئاً زائداً فيضجر ويمل، وتكونين السبب في هروبه من المنزل بدلاً من البقاء فيه.