من المعروف أن النساء أكثر عرضة لسيلان الدموع من الرجال، وتبيّن الإحصاءات أن المرأة تبكي في المتوسط 5.3 مرات في الشهر، بينما يبكي الرجل في المتوسط 1.3 مرات في الشهر. لماذا تنزل الدموع ويبكي الإنسان؟
لدى الرجال مزيد من هرمون التوتستستيرون الذي يعيق عملية البكاء، بينما لدى النساء مزيد من هرمون البرولاكتين الذي يحفّز إنتاج الدموع، لكن لا يقوم هذان الهرمونان بتقرير حاجة الإنسان إلى البكاء.
وهناك 3 أنواع من البكاء ينطوي كل منها على آليات ومواد كيميائية مختلفة:
– النوع الأول: تقوم الغدة الدمعية بإفراز بروتين يحتوي على مواد مضادة للجراثيم، وعندما يتم تحرير السائل تقوم الدموع بتزييت سطح العين بأكمله، فتكون وظيفة هذا النوع من إنتاج وإفراز الدموع تليين العين وترطيبها لحمايتها.
يمكن أن يحدث هذا النوع في أي وقت، خصوصا عند التعرض لأحد المهيجات مثل تقطيع البصل أو التعرض للرياح. هذه الدموع لا إرادية الغرض منها حماية العين، وطرد الأجسام العشوائية مثل الأتربة.
– النوع الثاني: يسمّى هذا النوع بالبكاء العاطفي، ويتم فيه إنتاج كمية ضخمة من الدموع تصل إلى القناة الأنفية وتسقط على الخدين. يحدث هذا النوع استجابة للإجهاد، والإحباط، والحزن، والسعادة، أو أي انفعال مثير للدموع.
– النوع الثالث: يرتبط هذا النوع بالهرمونات خصوصا هرمون السيروتونين، وليس فقط التوتستستيرون والبرولاكتين المشار إليهما أعلاه. يلعب السيروتونين أدواراً متعددة في الموازنة بين الوظائف الجسمانية والنفسية، فهو يؤثر على الأمعاء ويقوم بقمع الشهية، ويساعد على تجلط الجروح، ويقلل من الرغبة الجنسية، وكثافة العظام.
وأظهرت الدراسات أن إرتفاع مستوى التربتوفان مقدمة لارتفاع مستوى السيروتونين، ويحدث ذلك لدى النساء بعد الولادة وهي فترة تتميز بعدم الاستقرار العاطفي وزيادة معدلات البكاء. ويحدث هذا التغير الهرموني أيضاً عند الوقوع في الحب، وعند طرد التوتر والإجهاد عن طريق البكاء الحاد.
ولأن القنوات الدمعية لدى الرجال أكبر حجماً من النساء، لذلك تسيل دموع المرأة إلى الخارج بسهولة أكثر من الرجل.