قد يُصاب الإنسان برهاب العناكب، الظلام، الأماكن المرتفعة، الضوضاء الشديدة وغيرها من أنواع الفوبيا والمخاوف المبررة، لكن أن يُصاب بالخوف من المهرّجين فهنا تكمن الغرابة، فرغم دور المهرجين الأساسي وهو إضحاك الناس، إلا أنهم يجدون من يرهبهم ويخاف منهم بشدة.
“رهاب المهرجين” هو المسمى العلمي والطبي لمن يعانون من الخوف الشديد لرؤية مهرّجاً، وهو أمر شائع لدى عدد من الأشخاص، فرغم ان منظمة الصحة العالمية لم تُسجل أي حالة اضطراب فعلي بسبب “فوبيا المهرجين”، لكن الأمر لا يعني أنها ليست حالة خطرة وتدعو للقلق.
ولعل أهم أسباب انتشار هذه الحالة المقلقة هي تناول وسائل الإعلام أفلاما للمهرج على أنه كائن شرير مرعب، فتصوّره على أنه كائن متعطش للدماء والقتل حتى أن القناع الذي رُسم على وجهه كان قناع رعب أكثر من كونه مرح ولعب.
وبحسب ما استنتج علماء نفس وأطباء في جامعة كاليفورنيا، لدى دراستهم لحالات مشابهة من “فوبيا المهرجين”، فإن الخوف من المهرجين هو خوف فطري من المجهول الذي يختفي خلف الماكياج والزي الفضفاض، وهو أمر وُلد منذ مرحلة الطفولة، إذ قام العلماء بدراسة سلوك الأطفال وردَّة فعلهم على استعمال الألوان والرسومات على الوجه، وتبين أنهم لا يحبون هذا النوع من الديكور كونه يُخفي ملامح الشخص ولا يُعطيهم فكرة عن نيته، كما أن الخوف من المهرجين مرتبط بموقف قديم تعرض له الشخص بينما كان طفلاً، ما سبَّب له الفزع من المهرج ونما هذا الخوف وتحول إلى فوبيا تُترجم على شكل نوبات فزع وخوف وضيق لدى رؤيته لمهرج.
كما وجدت دراسة أخرى أجراها علماء نفس من جامعة شيفيلد، أن “المهرجين شخصيات مكروهة عالمياً لدى الأطفال بسبب استعمالهم المفرط للماكياج والألوان، حتى أن الأطفال أبدوا خوفهم من عيادات الأطباء والمستشفيات التي تُكثر من استعمال الألوان والرسومات لما تترك من انطباع مخيف لديهم تماما كنظرتهم للمهرج”.