يحتفل الألمان بإطلاق الألعاب النارية التي تشعل السماء احتفاء بقدوم السنة الميلادية الجديدة، بيد أن بعض البلديات اتخذت إجراءات وقائية لمراعاة اللاجئين القادمين من مناطق الصراعات وعدم شعورهم بالصدمة لسماع أصوات المفرقعات.
يحتفل أغلب الألمان عند حلول رأس السنة الميلادية عن طريق إطلاق الألعاب النارية، والتي تغطي سماء المدن الألمانية وحتى ساعات متأخرة من الليل. لكن الجديد هذا العام هو وصول أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا، قد يكون كثير منهم لم يعتادوا على مشاهدة مظاهر الاحتفال الكبيرة هذه، وقد تسبب لهم هذه المشاهد صدمة نفسية تذكرهم بأجواء الحروب، خاصة لمن قدم من مناطق الصراعات.
لذلك اقترحت إدارة بعض البلديات نصائح لتجنب شعور اللاجئين بالصدمة في حال رؤيتهم مظاهر الاحتفال. ففي ولايتي ساكسونيا السفلى وبريمن طالبت مؤسسة “يوهانيتر أونفال هيلفه” بتجنب الإطلاق الكثيف للألعاب النارية قرب مراكز استقبال وإيواء اللاجئين، كما ذكر الموقع الالكتروني لـ”أر تي أل” التلفزيونية الألمانية.
وقال توماس مينيرت عضو مجلس الإدارة في مؤسسة “يوهانيتر أونفال هليلفه” في ولايتي ساكسونيا السفلى وبريمن إن “الاحتفال بالألعاب النارية في ليلة رأس السنة في ألمانيا هو تقليد ولا أحد يريد إيقافه. لكن الأصوات العالية للألعاب النارية يمكنها أن تسبب الذعر والخوف بين السكان من اللاجئين. وخصوصا بين الأطفال الذين عايشوا الحروب وأصوات القنابل”.
العاملون في “منظمة الصليب الأحمر الألمانية” في مدينة دوسلدورف في ولاية شمال الراين ويستفاليا حاولوا التحدث مع اللاجئين وإفهامهم تقاليد الاحتفال بليلة رأس السنة، نقلا عن صحيفة “بيلد”. وقال توماس يشكوفسكي المتحدث باسم المنظمة للصحيفة “حتى في أيام العطل الرسمية سيكون هناك متطوعين وموظفين قرب مراكز إيواء واستقبال اللاجئين لتهدئتهم”.
على صعيد متصل، قررت إدارة بعض البلديات تقديم حلول أخرى لإزالة مخاوف اللاجئين من الاحتفالات الكبيرة، ففي رايشينبيرغ في ولاية بافاريا قررت إدارة المدينة القيام بتجريب الألعاب النارية مبكرا وذلك قبل يومين من ليلة رأس السنة، في محاولة لإزالة مخاوف اللاجئين من الألعاب النارية. وقالت المتحدثة باسم البلدية بهذا الصدد “ستكون الفعاليات المبكرة لتقديم المعلومات والتوضيحات للاجئين حول الاحتفالات. ولذلك ستقام في وضح النهار”.
وفي أرنسبيرغ في ولاية شمال الراين ويستفاليا قررت إدارة المدينة منع إطلاق الألعاب النارية داخل مراكز إيواء اللاجئين وقامت بتوزيع منشورات على اللاجئين مكتوبة بعدة لغات تحذرهم من ذلك. وقال كريستوف سوبلر المتحدث باسم البلدية، نقلا عن الموقع الالكتروني لـ”أر تي أل” التلفزيونية، حذرنا سكان مراكز إيواء اللاجئين من إطلاق الألعاب النارية وذلك بسبب المخاوف من اندلاع حرائق بالإضافة إلى أن “الكثير من الناس القادمين من مناطق الحروب يتردد في ذهنهم صوت الإطلاقات النارية والقنابل عندما يسمعون أصوات الألعاب النارية. وهذا ما قد يعيد أجواء الصدمة إليهم من جديد”.