قبل مئة عام تقريباً، قامت المكسيك عام بقصف إحدى جزرها في المحيط الهادي أثناء تجارب عسكرية، ما أدى إلى ظهور شاطئ ساحر يحتوي على ثروة سمكية نادرة، تعتبر اليوم ملاذاً ومتعة لآلاف السياح.
أعشاب وصخور متفرقة هي كل ما يتراءى لأنظار السياح عند الاقتراب من “الشاطئ المخفي”. لكن ذلك مجرد واجهة فقط، إذ بمجرد الوصول إليه، يبوح الشاطئ لزوراه بأسراره: رمال بيضاء ومياه بحر لازوردية في حفرة مختفية بالأرض في قلب الصخور والأعشاب.
يقع هذا الشاطئ في جزر الماريتا قبالة سواحل ولاية ناياريت المكسيكية، ويسميه سكان تلك الجزر بشاطئ الحب، نظراً لتوافد العشاق الجدد على المكان المهجور من كل صوب.
وذكر موقع “تي أونلاين” الألماني أن الجزر هي “أحد أفضل القبلات السياحية المفضلة للسياح”.
للوصول إلى هذا الشاطئ، يجب العبور عبر نفق مائي طويل يبلغ ارتفاعه 1.8 متراً، تم حفره وسط صخور عالية، لربط الشاطئ بالمحيط الهادي. ويمكن أيضاً ركوب زوارق صغيرة للعبور عبر النفق.
يجد السياح ضالتهم في هذا الشاطئ، إذ بإمكانهم اكتشاف ما تخبئه أعماق البحر من مناظر خلابة، وهي أيضاً فرصة للتعرف على الحياة البحرية في المحيط الهادي.
وحسب موقع “تي أونلاين” الألماني، يمكن للسياح الوافدين على الشاطئ عبر بويرتو فالارتا مشاهدة أعماق المحيط وحركة الحيوانات البحرية فيها، كالسلاحف وأسماك المانتا المعروفة أيضاً بشيطان البحر والأخطبوط والدلافين، بالإضافة إلى حوت البالين. من جهة أخرى، تعيش أسماك استوائية فريدة ذات ألوان براقة في هذه المنطقة.
لكن ما يميز هذا الشاطئ المخفي هو مياهه الصافية، ما يجعل رياضة الغوص فيه متعة كبيرة. كما تقدم خدمات أخرى للسياح منها رحلات بحرية لتقفي أثر حوت البالين أو القيام برياضة التجديف حول الجزيرة. وتتيح هذه الأنشطة للسياح اكتشاف أنواع مهددة بالانقراض من طيور الأطيش أزرق القدمين، المعروفة أيضاً بالمغلفون.
ولحماية هذه الثروة البحرية والبرية الفريدة من نوعها، قررت الحكومة المكسيكية تحويل جزر الماريتا و”الشاطئ المخفي” إلى محمية طبيعية بداية من سنة 2005. تجدر الإشارة أن الحكومة المكسيكية قامت بتجارب عسكرية في بداية العقد الثاني من القرن الماضي في تلك الجزر. وأدى أحد التفجيرات إلى ظهور “الشاطئ المخفي”.