طائرة عسكرية بريطانية تسقط فوق ألبانيا قبل 70 عاما، وخاتم زواج يكشف لغز سقوطها. لكن وقبل وصول الخاتم إلى أصحابه، يروي المعنيون بالأمر قصة طريفة عن مزارع ألباني وابنه الشرطي.
طوال 70 عاماً ساد اعتقاد بأن قاذفة القنابل البريطانية “هاندلي بيغ هاليفاكس” هوَت إلى قاع البحر الأدرياتيكي. وفي العام الماضي تسلق فريق بريطاني أميركي جبال ألبانيا على ارتفاع 1829 مترا لفحص حطام طائرة وجده أحد القرويين أثناء جمع الحطب.
وقال كريس كيسي، وهو طبيب في السفارة الأميركية في تيرانا شارك في مهمة البحث “من الواضح أننا عثرنا على أدلة كافية تشير إلى أننا وجدنا قاذفة قنابل ضخمة بأربعة محركات”.
وقد لجأ كيسي، البريطاني المولد والعاشق للطيران، إلى الإنترنت، لكن جهوده للتأكد من هوية الطائرة والطاقم باءت بالفشل. ثم جاء الدليل القاطع في خاتم زواج من الذهب محفور عليه اسم جويس وجون توارثه قروي ألباني وابنه.
وعثر الألباني جاهو كالا على الخاتم عام 1960 حين كان يجمع الحطب والمعادن من الجبل، بينما كانت ألبانيا معزولة عن العالم الخارجي خلال فترة حكم النظام الستاليني لأنور خوجة. وقال جميل كالا إن والده أعطاه الخاتم حين تزوج عام 1971، “لكنه قال لي بوضوح، إن الخاتم ليس ملك أسرتي وإن عليّ أن أعيده لصاحبه حين تنتهي الشيوعية”.
وبعد عشرين عاما حين تخلصت ألبانيا من الشيوعية اعتاد كالا أن يرتدي الخاتم وهو يعمل كضابط شرطة، لكنه لم يفقد الأمل في إعادته إلى صاحبه الأصلي. ولاحظ أن الخاتم لا يثبت في موضعه أثناء نومه. وقال له رجل دين مسلم “إنه ليس ملكك.. هذا هو السبب”.
وحاول كالا الاقتراب من مبعوث بريطاني زائر ليرد له الخاتم، لكن حراس وزارة الدفاع أبعدوه. وحين زار قائده بريطانيا أعطاه الخاتم، لكنه عاد به مرة أخرى، قائلاً إنه لم يحالفه الحظ في العثور على صاحبه.
وأخيراً لجأ كالا الى مسؤول محلي، الذي قام بإخطار السفارة البريطانية منذ أكثر من عامين.
وتزوج صاحب الخاتم، مهندس الطيران السيرجنت جون تومسون، وجويس موزلي في حزيران عام 1944. وقال جيرد كاسيلي، وهو مساعد عسكري في السفارة البريطانية، إن طائرة تومسون ألقت إمدادات في وادي بيزا، ولدى تحولها الى الغرب لتعود إلى إيطاليا، اصطدمت بقمة جبل فتحطمت مما أودى بحياة أفراد الطاقم. وقال كيسي من السفارة الأميركية “الخاتم ساعدنا على حل هذا اللغز”.