يعتبر الكثيرون الورق المستعمل، نفايات عديمة الفائدة مكانها سلة المهملات، لكن الزيمبابوية “نياشا مانيوندا” تركت وظيفتها كمحاسبة في الولايات المتحدة الأميركية، لممارسة مهنة صناعة الورق المستخدم لترضي شغفها.
“مانيوندا”، شابة في أوائل الثلاثينات، عادت إلى موطنها مجددا مع زوجها وطفلهما، حيث استغلت مواهبها الفنية في تحويل النفايات إلى أعمال فنية، تدر عليها آلاف الدولارات شهريا.
“كنت أعمل في مجال المحاسبة، لكنني لم أكن راضية أثناء العمل في الولايات المتحدة، كل شيء أرقام، أرقام، أرقام”.. هكذا استهلت “مانيوندا” حديثها لوكالة “الأناضول”.
وأضافت “شعرت باكتئاب شديد وأنا خارج البلاد. كنت أدعو الرب الى أن يفتح لي آفاقا لفرصة عمل جيدة تجعلني سعيدة”.
وتابعت “هكذا أدركت أنني أستطيع كسب لقمة العيش عن طريق إعادة استخدام نفايات الورق، وعندما كنت في الولايات المتحدة، هناك بدأت أمارس هوايتي، حيث كنت محاسبة تعيسة”.
وأردفت “عندما كنت أعود إلى المنزل من العمل، وأفعل أشياء تشعرني بالراحة بعيدا عن الأرقام، لذلك قررت ترك عملي والانتقال إلى زيمبابوي لخوض تجربة جديدة في حرفة صناعة الورق”.
علاوة على ذلك، أشارت إلى أنها بدأت مع زوجها توفير الأموال لاستثمارها بموطنها في هراري، وفي عام 2013، أطلقت مشروع “صناع الورق الأفارقة”، وأشادت بالدعم الذي تلقته من زوجها آنذاك.
وشرحت قائلة: “وفرنا ما يكفي لبدء بناء منزل، وشراء سيارات لنقل السلع، عندما استقر بنا المطاف في هراري، لم يكن علينا أي متأخرات، أو ديون، أو إيجارات، أو فواتير كهرباء، أو مياه”.
وواصلت حديثها: “حفرنا بئراً، ونعتمد في الوقت الراهن على الطاقة الشمسية في كل مهماتنا المنزلية، بما في ذلك عملنا، ونستخدم الغاز للطبخ، لذلك نحن على ما يرام”.
وتعيش “مانيوندا”، وسط عائلتها الصغيرة في منزل بني على مساحة 2000 متر مربع في “بوروديل”، وهي إحدى ضواحي هراري الراقية.
وأوضحت “كانت خطتي تقضي بإعادة فتح مصنع للورق لدى عودتي إلى زيمبابوي، وبدلا من استئجار مصنع وصالة عرض في هراري، قررنا تخصيص غرفتين في منزلنا لممارسة أعمالنا”.
وتعتمد الشابة الموهوبة في مصنعها على جهود 5 عمال نساء، كن يعملن بأحد المصانع قبل إغلاقه في منطقة تشيتونجويزا، التي تبعد نحو 25 كلم جنوب شرقي العاصمة.
وتتناوب كل واحدة من النساء البقاء في منزل “مانيوندا”، لمدة أسبوع حيث يحولن نفايات الورق إلى عجينة، تنشر على شبكة سلكية وتشطف، ثم تترك المادة الورقية السميكة لتجف في الشمس.
وأردفت “مانيوندا” لافتة الى انها شعرت بالإحباط في البداية بسبب نقص الطلب على منتجاتها حتى وقت زفاف أختها، عندما لاحظت كيف أحب الناس في هراري الزهور التي تصنعها كثيرا.
واستأنفت حديثها بالقول: “أركز عملي في الأساس على حفلات الزفاف، والجنازات، لأنها المناسبات التي يستعد فيها الزيمبابويون لإنفاق المال”.
ولدى “مانيوندا”، نحو 50 عينة من الزهور التي صنعتها باستخدام نفايات الورق، كما أنها تصنع أيضا دعوات الزفاف، والزينة الورقية، وفي بعض الأحيان أدوات مكتبية، مثل دفاتر اليوميات.