من الطبيعي أن تتزوّج المرأة رجلاً يكبرها سناً وأن يبحث هذا الأخير عن امرأة تصغره، فهذا النوع من الزواج يندرج ضمن القواعد التي فرضها المجتمع على الناس، وكل من خرج عن هذا الإطار تلاحقه نظرات الناس المؤذية وأقوالهم اللاذعة.
وأكدت الدراسات النفسية والإجتماعية أن فارق السنّ بين الزوج والزوجة عامل أساس لنجاح الزواج، خصوصاً في المجتمعات الشرقية حيث يكون الرجل سند المرأة والمسؤول عنها، وبالتالي تفرض المجتمعات الشرقية على المرأة الارتباط برجل يكبرها سنّاً ليتمكّن من أداء دوره كاملاً وتحمّل مسؤولياته بشكل فعّال. قد يتجاوز فارق السنّ بين الزوجين العشر سنوات أحياناً، ولكن عندما تكبر المرأة زوجها، فإنّ نظرة المجتمع تختلف كليّاً وتكثر التساؤلات.
ولا بدّ، بحسب الدراسات، ربط الزواج واختيار الشريك بعلم النفس فثمّة علاقة وطيدة بين الاثنين. كما ان أسبابا كثيرة تدفع المرأة إلى البحث عن رجل يصغرها سنّاً، منها نفسية ومنها إجتماعية، أبرزها:
– التقدّم في السن: يدفع المرأة للقبول بالارتباط بشخص يصغرها سنّاً وربما أقلّ ثقافة منها، فتتمكّن من السيطرة عليه إذا كانت شخصيتها تسلّطية.
– الوضع الإجتماعي للمرأة: إذا كانت ميسورة وغير متزوّجة، تجد نفسها بحاجة إلى الارتباط بمن يصغرها سنّاً، ويكون ذلك بمثابة نوع من التعويض العاطفي لها.
– تأكيد الذات: ثمة نساء لا يتقبّلن مظاهر التقدّم في السنّ والشيخوخة، ويكون بحث المرأة هنا بمثابة تأكيد للذات وللغير بأنها لا تزال جذابة وتتمكّن من لفت الأنظار رغم تقدّمها في السنّ.
– الإنجذاب العاطفي: من أهم أسباب تعلّق المرأة برجل يصغرها سنّاً. فالمرأة بتكوينها النفسي عاطفية وتحبّ أن تحظى بالإهتمام. وإذا كان هذا الشاب يتمتّع بنضج عاطفي ووعي، تنجح علاقتهما.
وأضافت الدراسات انه لا ينبغي الحكم على هذا النوع من الزواج بالفشل أو النجاح، إذ ان لكلّ علاقة ظروفها الخاصة، وبالتالي لا يجوز تعميم قاعدة الفشل أو النجاح على هذا النوع من العلاقات فإذا كان الزوجان، رغم فارق السنّ بينهما، راضيين عن علاقتهما فهذا يعني أنّ زواجهما ناجح وممتاز والعكس صحيح.