يقضي الإنسان ثلث حياته في النوم. ولكن ماذا يحدث حين يغمض الإنسان عينيه؟ وهل من فرق بين نوم الرجال ونوم النساء؟ ومن أين تأتي الأحلام؟ وهل يحلم جميع الناس ويتذكرون أحلامهم بالقدر نفسه؟
يمر الجسم أثناء النوم بمراحل مختلفة، وفق وكالة “دوتشيه فيلله” الألمانية ويمكن تصنيفها إلى مرحلتين: مرحلة النوم الخفيف ومرحلة النوم العميق. وتسمى هاتان المرحلتان بمرحلة حركة العين السريعة ومرحلة حركة العين غير السريعة. ففي مرحلة النوم الخفيف تتحرك العيون بسرعة ذهابا وإيابا تحت الجفون المغلقة في حين يكون أداء الدماغ كبيرا، وهذه هي المرحلة التي يحلم فيها النائم غالباً. أما في مرحلة النوم العميق فإن الجسم يرتاح ويعمل على معافاة نفسه من التعب.
والأحلام هي نشاط ذهني أثناء النوم، ويمكن للإنسان أن يشاهد قصصا بأكملها أثناء النوم: من الطيران وعوالم الخيال وحتى التحول إلى مخلوقات أخرى. لا يوجد رأي واحد بشأن ما يحدث تماما أثناء النوم، وتختلف آراء الباحثين بشأن مصدر الأحلام، فاختصاصيو الأعصاب يقولون إن الأحلام ما هي إلا استجابة لما يحدث من عمليات في أعصاب الإنسان، في حين يقول الأخصائيون النفسيون إن الأحلام ما هي إلا انعكاسات لما يحدث في لا وعي الإنسان. ومن الواضح أن جميع الناس يحلمون بالقدر نفسه تقريبا، طالما لم يتناولوا علاجات ذات تأثيرات عقلية ونفسية. ورغم أن الناس يحلمون بالقدر نفسه لكنهم يتفاوتون في تذكر الأحلام، فليس جميع البشر يتذكرون أحلامهم بالقدر نفسه.
وفي سياق آخر، فإنّ النوم الكافي مهم، لكن الإفراط في زيادة النوم قد يكون ضارا بالإنسان وقد يؤدي إلى الاكتئاب أو إلى جلطة قلبية أو إلى الخرف. واختلف الباحثون بشأن فترة النوم الكافية لكن متوسطها لدى البالغين نحو 8 ساعات تقريبا.
في الصباح، يكون بعض الناس نشيطين وممتلئين بالحيوية في حين أن البعض الآخر يشعرون بالتعب حتى إذا شربوا القهوة مرات عدو. وقد رجّحت دراسات أن المزاج الصباحي له عامل وراثي وله علاقة بجينات الإنسان. ويُصنّف الناس من حيث نوع نومهم إلى قسمين: المستيقظين باكرا (العصافير) والنائمين طويلا (البوم). فالأشخاص من نوع طيور البوم تدق ساعاتهم البيولوجية الداخلية بشكل بطيء، في حين تدق الساعات الداخلية للأشخاص من نوع طيور العصافير بشكل أسرع. والإيقاعات البيولوجية الداخلية تكون لدى الطرفين مختلفة.
أمّا من ناحية الفرق بين نوم الرجال ونوم النساء، فإنّ الرجال يختلفون عن النساء أثناء النوم، ولا يقتصر ذلك على الشخير والحركات الرافسة أحيانا، بل أظهرت دراسات أيضا أن النساء أكثر حساسية من الرجال في حال وجود الشريك على السرير نفسه. وتكون المرأة أكثر يقظة (حتى خلال النوم) من الرجل في حال وجود الشريك بقربها. وفي المقابل ينام الرجل بشكل أعمق إذا كانت الشريكة قربه أو على السرير نفسه. وقد أظهرت دراسات أن هرمونات التوتر في دم الشركاء الذين يعيشون معاً لوقت طويل تكون أقل منها في دم العازبات والعازبين.