المدراء السيئون يلوثون مكان العمل، بعضهم يفعل ذلك بطريقة ظاهرة و بعضهم يتلاعب بالموظفين ويستخدمهم كأدوات لبناء مجدهم الشخصي. بغض النظر عن الأساليب التي يستخدمونها فهم قد يكونون سبباً في إيذاء المؤسسات التي يديرونها عبر إعاقة أدائها و خلق ضغوط نفسية و مهنية غير ضرورية على الموظفين.
و يمكن لهذا الضغط أن يكون مؤذياً لصحتك، فالعديد من الدراسات وجدت أن العمل تحت إمرة مدير سيء تزيد فرص إصابتك بنوبة قلبية بنسبة 50%. و تم وصف هؤلاء المدراء على أنهم : أنانيون – عنيدون – متطلبون بشكل كبير – متهورون – مقاطعون (للحديث أو العمل).
حسناً .. أين يكمن الحل؟
قامت مؤسسة TalentSmart بإجراء دراسة على أكثر من مليون شخص لتتوصل إلى نتيجة أن أكثر من 90% من الموظفين ذوي الأداء المرتفع في العمل كانوا يحافظون على هدوئهم أثناء التعامل مع الناس السلبيين. وهذا ليس بالمهمة السهلة فهو يتطلب ذكاءً عاطفياً كي تستطيع الحفاظ على هدوئك وضبط مشاعرك تحت وطأة الضغط.
أربع طرق “عقلانية” لإتقان فن التعامل مع المدير الظالم !
قد لا يكون ترك العمل والبحث عن عمل جديد خياراً متاحاً دوماً، لهذا السبب يعرف الأشخاص الناجحون كيف يحصدون نتائج إيجابية من المواقف السلبية، حيث ببساطة، الموضوع كلعبة الورق، لكن طريقة لعبك هي التي ستصنع الفرق و تحدد إن كنت ستربح أم لا.
وعندما ترى في ورقك ورقة “المدير السيء” عليك أولاً تحديد نوع هذا المدير لتبطل مفعول سلوكه!
إليك أكثر 6 أنواع شائعة من المدراء السيئين و الاستراتيجيات التي يجب أن تستخدمها لتتمكن من أداء عملك بفاعلية بوجودهم..
اللطيف أكثر من اللازم
هذا المدير ودود للغاية، لكن ليس بطريقة تساعد على بناء العمل و جعله ممتعاً. فهو دوماً يدعوك لقضاء بعض الوقت بعد العمل للتسلية ويدخل في أحاديث لا لزوم لها، أي يستخدم نفوذه لتكوين الصداقات على حساب عمله.
و سيختار فئة من الموظفين ليجعلها “المفضلة” وهذا سيحبط الموظفين خارج هذا الفئة وسيخلق تقسيمات في العمل. ولجعل المشكلة مستعصية أكثر فهو لا يمكنه اتخاذ قرار الطرد أو التأديب للموظفين الرديئين (إلا إذا كان لا يحبهم).
كيف تتعامل معه؟
أهم خطوة في التعامل مع هذا النوع من المدراء هو أن تتعلم كيف ترسم حدوداً (لطيفة) بينك و بينه. لا تسمح لمنصبه أن يرهبك، يمكنك السيطرة على الموقف بسهولة و ما عليك سوى أن ترفض دعواته بعد انتهاء العمل وأن تبتعد عنه عندما يتصرف بطريقة لا تتلائم مع احترافية العمل، لكن هذا لا يعني ألا تكون حسناً و لطيفاً معه، فهو في النهاية رئيسك ولا تريد أن تخسره كحليف قوي لك في المكتب.
هذه هى أسباب فشلك.. حاول أن تتخلص منها !
الدقيق
هو ذلك النوع الذي يشعرك بأنك تحت الرقابة. لا يعجبه خط يدك، فينتظر حتى نهاية الدوام ليغتنم الفرصة ليرمي أقلامك ويجلب لك نوعية يرى أنها الأفضل و لن يعجبه تقديم أوراق تقريرك بدون مشبك يضمّها، فهو يهتم بالتفاصيل الصغيرة أكثر من اللازم، و أضف إلى ذلك بقاءه يحوم في المكتب بصمت مما يجعل الموظفين في نهاية المطاف يشعرون بعدم الارتياح وقلة الثقة بعملهم.
كيف تتعامل مع الدقيق؟
سيروق الأشخاص الناجحون للمدير الدقيق عندما يظهرون مرونتهم ورضاهم عما يحدث مع البقاء على تواصل دائم. فمديرك من هذا النوع سينجذب إليك بشكل طبيعي إذا أنجزت العمل بالطريقة التي يتصورها هو، فما عليك فعله هو أن تلتقط تلك “الطريقة” عن طريق طرح الأسئلة عن مشاريعك وإبقائه على اطلاع على العمل و استنباط ميوله من أجوبته و ردوده.
لكن المؤسف في الأمر أن هذا لن يعمل مع كل المدراء الدقيقين، فبعضهم لن يتوقف عن البحث عن شيء ليبالغ في تحليله و مراقبته. و في حال حدوث هذا عليك أن تجعل شعورك بالرضا عن عملك ينبع من داخلك. لا تسمح لهوس مديرك بالتفاصيل أن يولّد لك شعوراً بأنك غير كفء لأن هذا لن ينتج سوى المزيد من التوتر و إضعاف الأداء.
المستبد
يلجأ المستبد إلى الأسلوب الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) ويقوم بشكل دائم باتخاذ قرارات لا ترضي سوى كبرياءه و اعتزازه بنفسه، فالهم الوحيد لديه هو الحفاظ على السلطة، و في سبيل هذا سيلجأ إلى إجبار و تهديد الآخرين.
يرى المستبد موظفيه كعصابة تستقل سفينته و يعاملهم على هذا الأساس، فالذين ينجزون الكثير يتحدون حكمته لذا يعاملهم كمتمردين، و أولئك الذين يؤازرونهم و يدعمون إنجازاتهم يجدون أنفسهم أمام فوهة المدفع، و الذين يكون أداؤهم ضعيفاً ينتهي بهم المطاف بالتنقل بين المكاتب لتنظيفها.
وظيفتـك الميّتة .. كيـف تُعيـد إحياءها من جديد
كيف تتعامل مع المستبد؟
الاستراتيجية التي ستتبعها مؤلمة لكنها فعّالة، وهي أن تقدم أفكارك بطريقة تمنح المستبد جزءاً من الفضل في إيجادها. و هكذا سيشبع كبريائه دون الحاجة إلى رفضها. دوماً بادر إلى هذا بسرعة، حتى لو لم يكن مديرك من النوع الذي يرد الجميل، وهكذا ستكسبه إلى طرفك. و أيضاً عليك التحكم بمشاعرك أثناء تعاملك مع المستبد، فليست كل المعارك تستحق أن تُخاض معه. و هكذا لن تجد نفسك تنظف المكاتب!
غير الكفء
هذا المدير حصل على منصبه بعد قرار متسرع أو بـ “واسطة” من أحدهم، حيث أن منصبه يتطلب مقدرات معينة لا تتوفر فيه، و أحياناً قد يمتلك هذا المدير المقدرات لكن الموظفين الذين تحت إمرته قد يكونون أكبر سناً منه أو أمضوا وقتاً أطول منه في الشركة و لديهم مهارات لا يمتلكها.
كيف تتعامل مع غير الكفء؟
إذا وجدت نفسك محبطاً من التعامل معه فهذا على الأرجح لأنك تمتلك الخبرة التي يفتقدها. من الضروري في هذه الحالة أن تتنازل عن القليل من كبريائك و تشاركه بعضاً من هذه الخبرة و المعرفة لتساعده أن يملأ منصبه و طبعاً (بطريقة لطيفة) .. و بهذا ستصبح مقرّباً منه.
المدير الروبوت
هذا المدير عقله أشبه بالرجل الآلي، فأنت بنظره الموظف “رقم 72″ بمعدل إنتاج إنتاج 84% و مستوى الخبرة 91 فهو يستند في قراراته على الأرقام، و يعاني عندما يضطر لصنع قرار ما دون توفر البيانات اللازمة، ببساطة يدخل في عملية تدمير ذاتي!
ويبذل هذا النوع مجهوداً معدوماً أو شبه معدوم للتواصل مع موظفيه، و بدلاً من ذلك يفضل العزلة و تحليل الأرقام ليقيم أداء الموظفين و يقرر من يجب إبقاؤه و من يجب طرده.
كيف تتعامل مع الروبوت؟
كي تنجح معه عليك تعلم لغته (لغة الأرقام). فعندما تمتلك فكرة ما، تأكد من أن لديك البيانات الكافية لدعمها. نفس الأمر ينطبق على أدائك، عليك بمعرفة ما الذي يكسب العمل قيمة لديه، لتستطيع أن تريه قيمة ما تقدمه وقيمتك في المكتب.
وعندما تتمكن من هذا عليك إخراجه من منطقة راحته الانعزالية بالتدريج. ويتم هذا بأن تجد طرقاً تجعله يتواصل معك بشكل مباشر (دون أن تكون لحوحاً أو وقحاً). قُم مثلاً بعقد اجتماعات معه وجهاً لوجه، أو قُم بالرد على رسائل البريد الإلكتروني التي يرسلها عبر الطرق على بابه لتجعله يتواصل معك شخصياً، وهكذا رويداً رويداً ستصبح بالنسبة إليه أكثر من وجه بجانبه اسم و عدة أرقام، و أبقِ معك القليل من الأرقام تحسباً، فأنت لا تريد أن تكون “الاجتماعي بشكل زائد” بنظره!
علامات تؤكد فشلك كمدير !
المدير ذو الرؤية
تكمن قوته في أفكاره و إبداعه. لكن أحياناً تبرز نقاط ضعفه أثناء القيام بريادة الأعمال وبالتحديد في عملية وضع الخطط أو تطبيق الحلول. فلا يمكنه التركيز على القضية التي بين يديه.
وعندما يحين الوقت لتطبيق “رؤيته” نرى أنه بالفعل قد قفز إلى الفكرة التالية وتركك أنت لتتعامل مع الموقف.
كيف تتعامل مع ذي الرؤية؟
أفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع هي بعكس تسلسل أفكاره، فهو بطبيعته ميال لأخذ الأمور من منظور متسع، لذا فعليك بتجميع الأفكار المبعثرة لتشكل أفكار ذات عملية و حجم أصغر.
ولفعل هذا عليك بسؤال الكثير من الأسئلة التفصيلية لإجباره على التعامل بشكل عقلاني مع الموضوع والأخذ بعين الاعتبار العوائق التي تعترض التنفيذ. لا تدحض أفكاره بشكل مباشر و إلا سيتبادره الشعور بالانتقاد. بدلاً من ذلك شد انتباهه إلى ما يلزم لتنفيذ الخطة بشكل واقعي.
وعلى الغالب ستوقف أسئلتك وابل الأفكار، و إن لم تكن كفيلة بذلك فعلى الأقل ستجعله يدرك المجهود الذي يلزم بذله لتحقيقها.
النورس
جميعنا (إن لم نكن معظمنا) صادفنا هذا المدير في وقت من الأوقات، ذاك الذي فجأة يقرر التشمير عن ذراعيه وتحريك العاصفة دون أخذ الوقت للتفكير بالحقائق و العمل إلى جانب الفريق. فهو يلقي عليك كماً هائلاً من النصائح ويعطيك هدفاً ثم يختفي، كما يفعل النورس عندما يلقي مخلفاته تاركاً على الجميع وظيفة تنظيفها.
يتواصل النوارس مع موظفيهم فقط عندما توجد نار يريدون إشعالها! ويتحركون إلى داخل المكتب وخارجه بطريقة خاطفة، ولا يفكرون بالعواقب كجعل المواقف السيئة أسوأ عبر إحباط الموظفين وعدم بقائهم بجانب من هم بأمس الحاجة لهم.
كيف تتعامل مع المدير النورس؟
الطريقة الجماعية هي الأفضل للتعامل مع النورس، فإذا كان باستطاعتك أن تجعل الفريق كله يجلس ويشرح للمدير أن أسلوبه هذا في حل المشاكل لا يجعلها إلا أسوأ، فالغالب أن الرسالة ستصله و سيجد أسلوباً أفضل للتعامل مع فريقه (وطبعاً هذه التغذية الراجعة يجب أن تكون بناءة و لا تشعره بالتهديد).
هذه الحالات المختلفة من المدراء واقعية و شائعة للغاية، فإن كنت تعتقد أن هذه الاستراتيجيات فعّالة فعليك مشاركة هذا المقال مع من حولك لتعم الفائدة