كثيرا ما يؤدي التواصل الخاطئ وعدم تلبية أحد الشريكين لرغبات الآخر إلى أزمة في الحياة الزوجية. طبيعي أن تقع العلاقات العاطفية في أزمة، ولكن هل يعني هذا نهاية العلاقة؟ هنا بعض النصائح من أجل علاقات عاطفية وزوجية مستقرة.
من المثالي للغاية القول إن بالإمكان العيش في حياة زوجية أو علاقة عاطفية من دون حدوث مشكلات، ففي وقت ما يحدث أن يتشاجر الزوجان أو الحبيبان ويقعان في أزمة، لكن هذا لا يعني بالضرورة إعلان نهاية العلاقة، “فالأزمات في الحياة الزوجية لا تنشأ بسبب الاختيار الخاطئ لشريك الحياة، بل بسبب التواصل الخاطئ مع الشريك الصحيح”، كما يقول المعالج النفسي النمساوي المختص بالزيجات دومينيك بورديه لوكالة الأنباء الألمانية د ب أ، وفق ما ينقل موقع كي إيه نيوز الإلكتروني. فالاتهامات المتبادلة لا تفيد، والأفضل من توجيه الاتهامات هو محاولة تغيير تصرفات الآخر عن طريق المزاح والمرح والتشجيع.
إنقاذ الحياة الزوجية والعلاقة العاطفية
ويرى الخبير النفسي كذلك أن ثمة سببا آخر شائعا للأزمات الزوجية، وهو عدم تلبية أحد الطرفين، أو كليهما، لرغبات وحاجات الطرف الآخر، وكذلك حين تتباعد الخطط الحياتية بين الشركين، وعندما لا يصبح هناك أي أهداف مستقبلية مشتركة بينهما، وأيضا من المتعب للغاية حين يتعمد كل منهما انتقاد الآخر ويتذمر منه باستمرار.
ولكن هل من الممكن إنقاذ الحياة الزوجية والعاطفية حتى عند وصولها إلى هذا الحد؟ يرى الأخصائي النفسي بورديه أن المشادات الكلامية والتهديد بإنهاء العلاقة لفظيا من جانب الطرفين أو من قبل أحدهما لا يعني بالضرورة أن العلاقة ستنتهي تماما، بل إن الشريكين يكونان مرتبطين ببعضيهما حتى في أعلى درجات الشجار، بل “وطالما أن المشاجرة مستمرة فهدا يعني وجود فرصة لاستعادة العلاقة العاطفية المفعمة بالمحبة”.
لكن الخبير يشدد على أن محاولة الحفاظ على العلاقة الزوجية الفاشلة مهما كان الثمن ليس له فائدة، ويقول إن في هذه الحالة ربما من الأفضل للشريكين البقاء صادقين بعضهما مع بعض ومخلصين بعضهما لبعض وذلك عن طريق الانفصال، وفق ما يذكر موقع كي إيه نيوز الإلكتروني، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية د ب أ.
بعض أسرار الحفاظ على حياة زوجية “أبدية”
وهنا بعض أسرار الحفاظ على حياة زوجية “أبدية”، وخصوصا في المجتمعات التي يكثر فيها الطلاق، الذي هو مصير 50 في المئة من الزيجات في بلد كألمانيا مثلا:
فإحدى الأميركيات، وهي متزوجة منذ 60 عاما، تشبّه الزواجَ بماراثون رياضي للمشي الطويل وليس بسباق سريع قصير للجري، وترى أن على الإنسان تحضير نفسه لحياة زوجية طويلة عند اتخاذه لأهم قرار في حياته، وأن عليه عدم الاستسلام بسهولة لأزمات الحياة الزوجية، وهنا بعض ما ينصح به الخبراء من أجل حياة زوجية طويلة، وفق ما ينقل موقع سوبر ميد الإلكتروني.
-الاحترام:
فبعض الناس يشعرون بأنهم ليسوا جيدين بما يكفي لشركائهم في الحياة أو أنهم أعلى مرتبة من شركائهم في الحياة، وبما أن الارتباط الزوجي هو أقوى أنواع العلاقات البشرية فإن جرح أحد الشريكين لإحساس الآخر يكون هائلا في هذه الحالة، لذلك فالاحترام المتبادل من أهم أسرار الحياة الزوجية الطويلة، بما في ذلك تقدير كل من الشريكين لمواطن الضعف والقوة لدى الآخر.
– نبرة الصوت هي التي تصنع الموسيقى
محتوى الكلام لا يكون عادةً هو المهم وإنما نبرة الكلام هي الأهم في إظهار الاحترام.
– الإنصات
الإنصات والتركيز أثناء الاستماع من أهم أشكال الاحترام. لذلك ينبغي الإنصات جيدا للشريك وعدم الاستماع إليه بـ”نصف أذن” أثناء نشرة الأخبار المسائية في التلفزيون مثلا، بل ينبغي إغلاق التلفزيون وإنهاء كل ما قد يدعو إلى تشتيت الذهن والالتهاء عن الشريك. وترى إحدى المتزوجات، وهي تبلغ من العمر 74 عاما، أن على الإنسان “الإنصات بروحه أيضا وليس فقط بأذنه”.
– اختيار كلمات حكيمة
ينبغي الكلام بشكل جميل، فالصراعات والشجارات تحدث في كل زيجة، ولا أحد ينكر ذلك، بل إن ذلك أمر صحي ويحسّن من العلاقة. وأحيانا قد يتلفظ أحد الزوجين بكلمات وألفاظ غير قابلة للسحب وربما يندم عليها فيما بعد، ولذلك من الضروري دائما في حالة القسوة اللفظية: طلب المعذرة ورجاء المسامحة والعفو.