تمكن الفنان الفلسطيني مجاهد خلاف من تحويل الكلور من مادة كيمياوية خطرة ومتلفة للملابس إلى أداة فنية، تجعل من الملابس لوحة فنية، تتيح نقل الأفكار الإنسانية المختلفة، حيث يقوم مجاهد باستخدام مادة الكلور بديلاً عن الألوان وبريشته يخط أشكالاً مختلفة على قطعة قماش أسود، ما يحول التفاعل الكيمياوي بين القماش والكلور إلى لوحات فنية مميزة.
ويقول مجاهد خلاف: “اكتشفت الخاصية الفنية للكلور عن طريق الصدفة، حيث كنت أقوم بغسل بعض الملابس وسقط الكلور على قطعة ملابس، ما تسبب بتلف جزء منها، لكنني فكرت بإضافة مزيد من الكلور وتحويل التلف إلى شكل فني، وبالفعل نجحت التجربة، واستطعت ارتداء قطعة الملابس مرة أخرى.
تخرج مجاهد كطالب صحافة، لكنه لم يستطع إيجاد فرصة عمل مناسبة، ولأنه يملك هواية الرسم قرر الاحتراف، ووجد من مادة الكلور فرصة للتميز والإبداع، حيث بدأ بالرسم على القمصان والكتابة عليها، ما لاقى إعجاب الكثير من الناس، وأصبح هناك طلب على قمصانه، والتي تتميز برسومات وكتابات تعبيرية عن الإنسان وهمومه المختلفة، وبعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
وحول خطورة مادة الكلور يقول مجاهد: “اتخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من تأثير مادة الكلور، الذي ابتكر في الأساس كمادة معقمة، ثم بدأ يستخدم على نطاق واسع للقتل في الحروب، وأنا طوعته في مجال الفن، وها هو الآن يتفاعل مع القماش وتتشكل منه لوحات فنية تحمل رسائل مختلفة فلسطينية وعربية وعالمية .
إضافة للرسم على القمصان، يحاول مجاهد العمل على مشروع أطلق عليه اسم “في الكلور”، ويهدف المشروع لإنتاج مجموعة من الرسومات بالكلور حول الجدار الإسرائيلي الفاصل، وعرضها حول العالم، وذلك خلافاً لما يقوم به البعض بالرسم على الجدار نفسه، إذ يقول مجاهد: “إن الرسم على الجدار نفسه، جعل الأخير أمراً اعتيادياً في بعض الأحيان عند الناس، كما أنه قد يعطي صورة جمالية لشيء قبيح أصلاً، وبالتالي فإن الكلور القاتل هو الوسيلة المثلى للتعبير عن أثر الجدار.