تقلل المشاعر السلبية، مثل القلق والغضب والخوف، عدد كريات الدم البيضاء وتبطئ مقاومتها للأمراض في مجرى الدم، بينما المشاعر الايجابية تقوّي الجهاز المناعي، والذي بدوره يمكّن الجسد من مقاومة الأمراض والشفاء منها بسرعة أكبر. وأثبتت الدراسات عاما تلو الآخر، أن المشاعر السلبية المزمنة كانت عاملا مؤثرا في تطوّر أمراض عدة، لذلك كلما استطعنا أن نشعر بالسعادة، كان من المرجح أن تصبح صحتنا أفضل.
ويعتقد الكثيرون أن السعي وراء السعادة أمر أناني، لأن اختيار أن تكون سعيدا قدر الإمكان يعني انك لن تبالي بالعالم ومشاكله، وبالطبع العكس هو صحيح، لأن سعادتنا تنتقل منا إلى العالم، متسببة بالمزيد من السعادة؛ إذاً فنحن لا نتعلم السعادة لأنفسنا فقط، ولكن أيضا لعائلاتنا وأصدقائنا وزملائنا في العمل وجيراننا، وللعالم كله من حولنا.
تعلّم كيف تشعر بالسعادة من خلال هذه الخطوات:
– اكتب قائمة بمخاوفك: اكتب الاشياء التي تؤرقك على هيئة قائمة، وبالفعل، من المفيد بشدة رؤيتها على ورقة، هي الآن خارجك بدلا من ان تبقى داخلك ويمكنك التعامل مع كل واحدة بشكل منفصل بدلا من أن تبدو وكأنها متداخلة مع بعضها.
– تحدَّ نفسك: أحيانا نكون غير سعداء لأننا نظل ندور في “روتين” معين حتى نشعر بالملل من أنفسنا ومن حياتنا، وهنا يجب أن نعثر على تحدّ جديد، يمكننا بالفعل أن نستعيد نشاطنا من خلال خوض تحدّ لا يتميز بالسهولة المطلقة أو الصعوبة الشديدة.
– تمتّع بالحياة: الأشخاص الذين يتفوّقون في العمل لا يعملون أكثر من الأشخاص الآخرين، إنما أولئك الذين يتفوّقون لديهم حياة خارج العمل تجعلهم أسعد وأكثر راحة، وبالتالي أكثر كفاءة.
– احذر قاتلي العواطف: قاتلو العواطف هم الأشخاص الذين يمتصون الطاقة التي داخلك أو يسقطونك تماما، وهم يفعلون ذلك بطرق متنوعة، وكلما زاد الوقت الذي تقضيه مع قاتلي العواطف، زاد شعورك بالاكتئاب والسلبية.
– تخلَّ عن توقّعاتك: أسعد الناس هم أولئك الذين يعيشون بلا توقعات، ونتيجة لهذا الامر فهم قادرون على تقدير كل الأشياء الصغيرة والكبيرة الرائعة التي يحصلون عليها، ولا يشعرون بالبؤس عندما تسوء الأحوال.
كذلك، فإن الضحك من أهم هذه الخطوات، إذ انه أحد الوسائل الغريزية التي يعبّر بها الإنسان عن سعادته، فهو وسيلة لتخفيف الضغوط والتوتر نتيجة الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء الضحك. وقد أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية أن فوائد الضحك للإنسان كثيرة، وكشفت أن الطفل الصحي يضحك حوالى 400 مرة، بينما لا يضحك البالغ أكثر من 15 مرة يومياً في المتوسط.
ومن أبرز فوائد الضحك، الاسترخاء الجسدي والعاطفي علما انه بعد الضحك تبقى العضلات مسترخية لمدة 45 دقيقة تقريباً، كذلك يمكّن الضحك من التخلص من المشاعر السلبية كما يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع المشكلات. ومن فوائد الضحك للإنسان أيضاً أنه أسرع سلاح للتخلص من الألم والتوتر، فهو يعزز الأمل ويجعلنا نتواصل مع الآخرين بمنتهى السهولة ويزيد التركيز. وأكدت دراسات عدة أن الضحك يساعد في زيادة حرق السعرات الحرارية، فالضحك بعمق 5 مرات يومياً يؤدي إلى حرق عدد من السعرات تحاكي التي يخسرها الجسم عند استخدام جهاز شد العضلات لمدة عشر دقائق.