هو يتمتع بالذكاء والنجاح وهي جميلة وذات شخصية جذابة، لكن كلاهما يجد صعوبة في العثور على شريك الحياة المناسب. يحاول علماء النفس تفسير ظاهرة “الأعزب الأبدي” بالبحث في المواصفات الشخصية، فيما يربطها باحثون بالجينات.
لماذا لم أجد حتى الآن الزوج المناسب أو لماذا لم أنجح حتى الآن في تأسيس أسرتي الصغيرة؟ أسئلة يطرحها على أنفسهم من لم يعثروا على شريك الحياة المناسب رغم تمتعهم بالمظهر الجيد والمكانة الاجتماعية والعملية المتميزة.
وتشغل ظاهرة “الأعزب الأبدي” علماء النفس والاجتماع الذين حاولوا معرفة أسباب عدم نجاح البعض في العثور على شريك الحياة المناسب أو الدخول في علاقة مستقرة.
وتعتبر طول فترة العزوبية نفسها من ضمن الأسباب التي تصعب من العثور على شريك الحياة المناسب، فالمرأة أو الرجل الذي يعتاد الحياة بمفرده لفترة طويلة، يشعر بخوف طبيعي من الدخول في علاقة كما يصعب عليه تغيير شكل حياته لتتناسب مع طرف آخر.
واتفق الخبراء وفقا لتقرير نشره موقع “سات 1″ الألماني، على أن المبالغة في التوقعات من الأسباب البارزة لعدم العثور على الشريك المناسب. فالمرأة التي تبحث عن طويل القامة مفتول العضلات الذكي والثري الذي يعمل بوظيفة مرموقة، تسجن نفسها في مواصفات معينة ولا تعطي فرصة لشخص تنقصه إحدى هذه الصفات حتى رغم تمتعه بصفات أخرى تجعله مناسبا لها. وينطبق الأمر نفسه على الرجل الذي يحصر صورة شريكة الحياة المناسبة في شكل معين يجعله غير مستعد لإعطاء فرصة للتعارف على امرأة تختلف مواصفاتها عن هذه الصورة.
يرى الخبراء أن وصول الرجل أو المرأة لمنتصف الثلاثينات من دون الوقوع في الحب أو الدخول في علاقة طويلة، ربما يشير إلى الحاجة لتغيير بعض الصفات الشخصية، فالخجل الشديد على سبيل المثال ربما يقف عائقا أمام اقتحام الطرف الآخر.
ويرفض مستشار العلاقات العاطفية ميشائيل ماري، فكرة النظرة إلى الرجل الأعزب أو المرأة العزباء كـ”ضحية” إذ يرى أن الأمر في النهاية يتعلق بمعايير يضعها كل شخص لشريك الحياة وبالتالي فهو يرى أن نسبة كبيرة ممن لم يجدوا شريك الحياة المناسب، هم من اختاروا هذا الوضع الاجتماعي بنفسهم نتيجة لاختياراتهم.
عامل جيني؟
ويقول ماري في تصريحات لصحيفة “فيست دويتشه ألغماينه تسايتونغ” الألمانية، إن هناك بعض الأخطاء التي يرتكبها الرجل أو المرأة والتي تصعب من الوصول لشريك الحياة وعلى رأسها، انتظار الشخص “الصحيح” الذي يرسمه البعض في خيالهم كإنسان يجعل الحياة رائعة دائما ولا يتسبب في إحباطنا ولا إغضابنا. ويؤكد ماري خطأ فكرة وجود “شريك الحياة المثالي” مشيرا إلى أن الحلول الوسط من أهم عوامل إنجاح العلاقات العاطفية.
وكان باحثون صينيون قد خلصوا إلى أن أحد الجينات هو المسؤول عن العزوبية. ووفقا للدراسة التي نشرتها صحيفة “دي فيلت” الألمانية، فإن الجين الذي أطلق الباحثون عليه اسم 5-HT1A، يلعب دورا مباشرا في التحكم بإنتاج هورمون السعادة “السيروتونين”. ووفقا للدراسة فإن هذا الجين يظهر بنسختين وهما “سي” و “جي”.
ويؤدي حمل النسخة “جي” من هذا الجين، لعرقلة الدخول في علاقة عاطفية على العكس من النسخة “سي” التي تحفز من إنتاج هورمون السعادة وتزيد من فرص العثور على الشريك المناسب.