يسمح النوم الجيّد والرياضة المنتظمة والإسترخاء المعتدل بمحاربة الإرهاق بشكل فعّال، غير أنّ هذه العوامل وحدها لا تكفي. بدءاً من اليوم، أنظروا جيداً إلى مكوّنات أطباقكم، فالغذاء المُضاد للتعب موجود فعلاً… ولكن على ماذا يعتمد؟ إذا كان النوم والنشاط البدني يساعدان على محاربة التعب، فالتغذية بدورها تؤدي دوراً مهمّاً في هذا المجال. فالجسم الذي لا يحصل على العناصر التي يحتاج إليها أو لا يستمدّها بكميّة كافية، يعمل بطريقة سيّئة ليصل أخيراً إلى مرحلة الإستنزاف، ما يؤدّي حتماً إلى التعب.
إذاً ما الذي يجب تعديله في أطباقكم لمحاربة التعب؟
– خفض كمية السكر.. صحيح أنّ الجسم بحاجة إلى السكّر ولكن ليس بكميّة كبيرة. كذلك، يفضَّل التركيز على الأنواع التي تتحلّى بمؤشّر منخفض السكّر في الدم، كالحبوب الكاملة (أرزّ أسمر، معكرونة سمراء)، وخبز القمح الكامل، والشوفان، والفاكهة، والخضار، بدلاً من نظيراتها المعاكسة الموجودة في السكّريات، والشوكولا، والبسكويت، والصودا، والحبوب المكرّرة كالأرزّ الأبيض. فهذه الأنواع من المأكولات ترفع بشكل مفاجئ معدل الغلوكوز في الدم، ما يدفع الجسم إلى الإستجابة سريعاً وإنتاج الإنسولين وبالتالي إرهاق البنكرياس والشعور بتعب مستمرّ. لذلك، من الضروري السيطرة على الأطعمة المشبّعة بالسكّر، خصوصاً بين الوجبات الغذائية.
– الحصول على حصّة مناسبة.. الأطباق الكبيرة جدّاً والغنيّة بالدهون تُرهق الجسم، وتُجبره على تشكيل إحتياطات. وبالعكس من ذلك، عدم تناول سوى كميّة ضئيلة من الأكل وإتّباع حميات مقيّدة الكالوري بشكل مُبالغ يُتعب أيضاً الجسم ويزيد خطر تعرّضه السريع لنقصٍ في بعض المغذّيات الرئيسة. الأمر الذي يدفعه إلى بذل جهود إضافيّة للإستفادة من إحتياطاته. لذلك يجب إستشارة خبراء التغذية لتحديد مجموع السعرات الحرارية المناسبة لأجسامكم، وعمركم، ومعدّل حرقكم.
– الأكل بوتيرة جيّدة.. كلّ وجبة غذائية لها أهمّيتها الخاصة. يُنصح بالحصول على كلّ واحدة في التوقيت ذاته يومياً، والتلذّذ بها بهدوء وأخذ الوقت الكافي أثناء تناولها. بمعنى آخر، يجب عدم حذف وجبة الفطور، وعدم إلتهام الغداء، وعدم تناول وليمة على العشاء.
– إستهلاك الخضار والفاكهة.. بفضل إحتوائها جرعات مذهلة من أهم الفيتامينات والمعادن، تُعتبر الفاكهة والخضار من أهمّ الأطعمة المُضادة للتعب بإمتياز. يجب الحرص على التنويع بأشكالها وألوانها بما أنّ كلّ واحدة تملك خصائص غذائية وصحّية مختلفة، والأفضل تناولها بموسمها لتزويد الجسم بأعلى كمّية ممكنة من الفوائد.
– شرب كمّيات كبيرة من المياه.. تساعد المياه الجسم على طرد السموم والبقايا الموجودة فيه والتي لا يحتاج إليها. فضلاً عن أنها توفّر عناصر أساسية مهمّة كالماغنيزيوم، والفوسفور، والكالسيوم، والزنك، والمنغانيز، وهي المواد المثالية لإستعادة الطاقة.
– عدم إهمال الحديد.. تعاني نسب كبيرة من النساء نقصاً في معدن الحديد الذي يُعتبر مصدراً أساسياً للتعب. لتعويض الكمية يجب التركيز على المِحار، والقريدس، واللحوم الحمراء المنزوعة الدهون، والفاكهة المجففة، والعدس، وصفار البيض، والحمّص، والسبانخ، والبقدونس، والملوخية، وغيرها من الخضار الورقيّة الخضراء.