يتعرّض الجسم لمصادر ضرر تثير القلق أثناء السفر جوا، من نقص الأوكسيجين الى الأشعة الكونية. ويعمل باحثون على إيجاد طرق لتفادي هذه الأضرار. إليكم في ما يلي أهم المخاطر التي يتعرّض إليها الجسم أثناء السفر جوا:
– إحتمالات الاصابة بالزكام:
ليس هناك ما هو أكثر إزعاجا أثناء السفر جوا من الجلوس بجانب مسافر يعطس ويسعل في مكان مكتظ على امتداد ساعات. وتوصلت دراسة أخيرة إلى ان احتمالات الاصابة بالزكام تزيد أكثر من 100 مرة أثناء السفر جوا.
ويقول الخبير الصحي وعضو أسرة تحرير ملحق السفر في صحيفة “ديلي تلغراف” الدكتور ريتشارد داود “ان الجو الخالي من أي رطوبة عمليا داخل الطائرة يزيد تعرض المسافر الى العدوى المحمولة جوا ويكون المسافر أكثر تعرضا للزكام وعدوى الجهاز التنفسي والفيروسات التي تنتعش في ظروف الرطوبة المنخفضة”. وأشار الدكتور داود الى ان “أمراضاً خطرة مثل التدرن الرئوي انتشرت عن طريق السعال داخل الطائرة في بعض الحالات المعروفة”.
ويقال ان حجم الهواء داخل الطائرة يتجدد كل دقيقتين او ثلاث دقائق، وهو بذلك يتغير اكثر من الأبنية ذات التكييف حيث يتغير الهواء كل 5 الى 10 دقائق. وتؤكد شركات الطيران، حرصها على التزام أعلى المعايير الصحية بتنظيف طائراتها بعد كل رحلة، بما في ذلك المقاعد والتواليت وصينية الطعام المتحركة في ظهر كل مقعد.
– التلوث الجرثومي:
كشفت دراسة أجرتها جامعة “اوبرن” الأميركية عام 2014، ان البكتيريا الحاملة للمرض يمكن ان تعيش مدة اسبوع داخل الطائرة على أسطح مثل جيوب المقاعد والصينية المتحركة وستائر النوافذ وأذرع المقاعد. وتوصلت الدراسة الى ان البكتيريا المكورة العنقودية التي تسبب أمراضا جلدية وذات الرئة والعدوى تعيش 168 ساعة وبكتيريا “إي كولاي” التي تسبب عدوى المجاري البولية ومرض الجهاز التنفسي والاسهال تعيش 96 ساعة.
وعُثر على ماء في طائرات يحوي على آثار “إي كولاي” وغيرها من البكتيريا الضارة، بحسب دراسة أخيرة. وكانت شبكة “سي ان ان” حددت في تحقيق صحافي 6 مناطق لوجود الجراثيم في الطائرة بما فيها الماء الذي يُستخدم لإعداد الشاي والقهوة على متن الطائرات من دون ان يُغلى الى درجة حرارة عالية بما فيه الكفاية لقتل “إي كولاي”. ومن مناطق الطائرة المثيرة للقلق صحيا المرافق الصحية التي قال مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة انها من “المناطق الساخنة” لنشر الأمراض اثناء وباء “اتش 1 ان 1” أو انفلونزا الخنازير.
– نقص الأوكسيجين:
يكون الضغط داخل الطائرة 75% من الضغط الجوي الاعتيادي، كما وجدت دراسة أخيرة. ويمكن ان يؤدي نقص الاوكسيجين في الدم الى الهيبوكسيا أو نقص التأكسج وفقدان الامداد الطبيعي من الاوكسيجين الى أنسجة الجسم. ويمكن ان يؤدي هذا الى الشعور بالدوخة والاعياء مع اوجاع في الرأس. ولعل أكبر خطر صحي على متن الطائرة هو حين تتأخر الرحلة وتتوقف منظومات التهوية عن العمل. وقال الدكتور ريتشارد داود ان عددا من أشهر الحوادث المرضية وقعت حين كانت الطائرة جاثمة على الأرض، بما في ذلك انتشار الانفلونزا بعد تأخر طويل على الأرض مع توقف منظومات التهوية عن العمل في هذه الأثناء.
– فقدان القدرة على التذوق والسمع:
يفقد المسافر جوا ثلث حاسة الذوق في الارتفاعات الشاهقة في حين ان الجفاف والضغط الجوي داخل الطائرة يؤثران أيضا على الأذن والجيوب الأنفية وحاسة الذوق، بحسب أحدث الدراسات. كما وجدت دراسة مشتركة أجرتها شركة الطيران البريطانية “بي أي” ومؤسسة “ليذرهيد” للأبحاث الغذائية ان درجات الحرارة المنخفضة والاضاءة الرمادية داخل الطائرة ومستويات الضغط العالية تضعف حاسة الذوق لدى المسافرين.
– الأشعة الكونية:
يتعرّض المسافرون جوا إلى الجرعة نفسها التي يتعرّض لها الجسم حين يُفحص بالأشعة السينية خلال رحلة مدتها 7 ساعات من نيويورك الى لندن، بحسب دراسة أخيرة. وحذرت الحكومة البريطانية في عام 2015 من ان المسافرين في رحلات جوية طويلة يواجهون التعرض الى اشعة كونية خطيرة من الشمس واجرت تحقيقا “عاجلا” في آثار الأشعة الكونية بما تحمله من جسيمات مشحونة مغناطيسيا على ارتفاعات شاهقة. وقالت مؤسسة الصحة العامة في انكلترا ان حدوث عاصفة شمسية اثناء السفر جوا يؤثر على المسافرين جوا في رحلات طويلة. وجاءت هذه التحذيرات بعد ان توصلت دراسة اجرتها وكالة الفضاء الاميركية “ناسا” الى ان العواصف الشمسية يمكن ان تطلق وابلا من الأشعة الضارة التي قد تسبب مشاكل صحية، ليس في الجو فقط بل على مستوى الأرض ايضا.
– جفاف الجسم:
تقول أحدث الدراسات ان جسم المسافر يفقد 1.5 لتر من الماء خلال رحلة تستغرق 3 ساعات. وان هبوط معدل الرطوبة في الطائرة الى 4% يمكن ان يسبب جفاف الغشاء المخاطي للأنف والفم والحنجرة. ويمكن ان يسبب انعدام الحركة خلال الرحلة الجوية تجمّع الدم حول الساقين وزيادة خطر الاصابة بتجلط الأوردة.