تصرفاتنا اليومية وأسلوب حديثنا التلقائي، وطريقة تعاملنا مع بعضنا كلها تشكل فكرة لأسلوب تعامل أطفالنا معنا ومع من حولهم، والكثير من الآباء والأمهات يتخذون أسلوب الموعظة والإرشاد متناسين أن الطفل هوايته التقليد. إنه ينظر إلينا، ويقلد حركاتنا ويكرر كلماتنا. وعندما ننظر لمفهوم التربية والأسلوب الأمثل لجعل الطفل يتحدث بطريقة مؤدبة ويتصرف بأسلوب مهذب هو أن نكون مثالاً لأطفالنا؛ كي يقلدونا ويحتذوا بنا.
هذه نقاط بسيطة لعدد كبير من الآباء والأمهات الذين لا يفكرون بها. إنها ملاحظات بسيطة وسهلة التنفيذ، ولابد أن تكون بديهية في حياتنا اليومية:
– جملة (لو سمحت)، أو (من فضلك) لابد من استخدامها عند طلب شيء من الطفل، وعندما نتعامل مع بعضنا. فلا فرق بين كبير أو صغير، ولا يجوز أن نتحدث مع الطفل بلغة الأمر عند الطلب، ثم نجبره على استخدام هذه المصطلحات معنا، فهو بذلك سيفكر بازدواجية.
– كلمة (شكراً) مهمة جداً وضرورية وتعني الكثير، فعند قولها للطفل فنحن نخصه بالتقدير لما يفعل ونبين له المحبة. ومن الضروري أيضاً أن نحرص على قولها بصورة تلقائية في حياتنا اليومية.
– عند مخاطبة الآخر، يجب النظر إليه، إنه دليل الاحترام.
– اسكت أو قول كلمة (شش) لإيقاف الطفل عند الحديث، يجب إزالتها تماماً من قاموسنا اللغوي. وعند محاولة الطفل مقاطعة حديثنا فعلينا وبكل بساطة توجيه النظر إليه، وقول (من فضلك انتظر قليلاً إلى أن أنتهي من حديثي)، وعندما يصمت نقول له (شكراً).
-عندما يشكو الطفل من أن أخاه ضربه، أغلب الآباء والأمهات يسارعون بعقاب الأخ المخطئ بضربه! ما العبرة هنا؟ نعاقب من ضرب بالضرب؟ الضرب ليس أسلوباً للتعامل، ولا يمكن أن نمنع الطفل من أن يضرب أقرانه أو أصدقاءه ونحن نقوم بضربه، فالعنف يولد العنف.
– الاحترام هو سلوك متبادل، ولا يمكن أن نطلب من الطفل أن يحترم الأكبر منه قبل أن نعلمه معنى الاحترام. ولكي يفهم ما هو الاحترام فيجب أن نبدأ باحترامه أولاً؛ كي يعاملنا بنفس الأسلوب.
– التعبير عن الحب والاهتمام عن طريق قول كلمة (أحبك) للطفل، أو باحتضانه أو لمس شعره، بشكل تلقائي وبدون مناسبة أو سبب سيعلمه الحب غير المشروط والاهتمام بأفراد أسرته.
– التحدث بهدوء لكسب الإصغاء والاهتمام، وتجنب الصوت العالي لأنه دليل فوضى.
– حتى بين أفراد الأسرة الواحدة يجب اتباع أسلوب الاحترام، والكلام المهذب الجميل والتعبير عن التقدير.
– تقبّل ملاحظات الطفل عندما ينبه من هو أكبر منه ليذكره بأنه لم يتصرف، أو يتحدث بأسلوب مهذب وشكره على الملاحظة لا نهره. بذلك سيتشجع الطفل دائماً ليراقب نفسه وسلوكه ويفتخر بأسلوبه الصحيح.