أغلب الموضوعات والقصص الواقعية التي قدمتها لكم كانت أغلبها تدور حول حل المشكلات التي قد توصل لوقوع الطلاق، ولكننا اليوم سنسير عكس الاتجاه حيث سيكون كلامنا عن ايجابيات الطلاق- نعم ايجابيات الطلاق- لأننا نجزم ونعتقد تماما بأن الاسلام كما شرع الزواج وحرص على بناء الاسرة وحماها من الدمار والتشتت، هو نفسه الاسلام الذي أباح الطلاق وجعله حلا لعلاقات تأزمت وقلوب جفت فيها ينابيع المودة والحب بين الزوجين.
من هنا، أوجب في حال قد استحالت فيه العشرة أن يتفرق الطرفان أو يفرق بينهما بحكم قضائي ،قال تعالى:((وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا)) (سورة النساء:130) لأن الإسلام كما جعل الطلاق أخر الحلول لكونه يريد أن يتربى الأبناء في جو أسري صحي ونفسي،أفضل لهم من أن ينشؤوا ببيت عمت فيه الشجارات والأصوات العالية والتي قد تصل للعنف اللفظي والجسدي.
وأرجو ألا يفهم أحد القراء أننا بمقالنا هذا نشجع على الطلاق لخلافات بسيطة يمكن حلها والتغاضي عنها .كلا . بل الطلاق المقصود هنا هو الطلاق الذي جاء بعد سلسلة طويلة من الخلافات التي تتفاقم يوما بعد يوم، وبعد رصيد كبير من مشاعر البغض والنفور بين الطرفين هنا يكون الطلاق واجبا ولازما كونه سيريح كل الأطراف سواء الزوج أو الزوجة أو الأبناء.
لذا من الطبيعي أنه ستتولد عن وقوع هذا النوع من الطلاق ايجابيات عديدة خاصة للمرأة أحببت نقلها لعل زهرتنا تستفيد بها من خلال تجارب بعض الناجحات من المطلقات ومنها مثالا لا حصرا:
1- فرصة أخرى للسعادة
إعطاء الفرصة لكل من الزوجين لبدء حياة جديدة لعله ولعلها يعوضها الله الأمل بعد الألم والراحة بعد التعب ، تقول السيدة(م): لما انفصلت عن زوجي الأول وكان شخصا سكيرا لا يصلي أبعدني عن التزامي أثناء زواجي منه 3 سنوات بعدها بخمسة أشهر تقدم لي شخص متدين قولا وفعلا وتعاون معي لأستعيد نفسي وأنا اليوم أعيش معه أسعد أيام حياتي.
2- راحة نفسية للأبناء
اكتساب الأبناء راحة نفسية بعد أن كانوا يعيشون جو مكدسا بالمشاكل والصراخ يوميا، تقول الزوجة (ك): ما تفوق ابننا الكبير إلا بعد الطلاق لأنني وجهت طاقاتي التي أهدرتها سابقا في الخلافات وجهتها للمذاكرة معه وتربيته ومتابعته والأعجب أننا نتنافس الآن اناوطليقي في مذاكرته وارضائه وصارت نفسية ابننا أفضل بكثير مما كان فطاقاتي كلها كانت مهدرة بالبكاء وترك البيت بسبب الخلافات وجلسات الاصلاح العائلية المتكررة وكان ذلك يؤثر على نفسية الولد وتحصيله الدراسي.
3- تجربة تتشل كثيرات من ضعفهن
يقوي الطلاق المرأة بشتى الجوانب الاجتماعية والنفسية لأنها تضطر أن تسعى لتعوض الأبناء، فتتابعهم دراسيا ونفسيا وماديا مما يكسبها خبرات حياتية وعملية لم من قبل وربما تصير أنجح من طليقها واعلى راتبا ومركزا اجتماعيا وهذا ماحدث مع المطلقة (ج) حين عزمت وحولت تجربة الطلاق لكفاح علمي وعملي وصارت من أكبر الصحفيات بدولتها وصار راتبها أعلى وصار طليقها المتغطرس سابقا يستعين بها ويحتاج لمساعدتها بمعارفها ومكانتها وصارت تربى الأبناء أفضل تربية وأعلى مستوى مما كانوا عليه ببيت الزوجية .
4- هدنة للزوجين
أيضا الطلاق يعد هدنة لكل من الزوجين لعل الابتعاد لفترة معينة يعيد الحسابات وتكوين وترميم العلاقة من جديد ليكتشف كل واحد منهما القدر والقيمة الحقيقية للأخر وأن قرار الطلاق لم يكن صائبا لأنه لم يحصل مثل شريك حياته السابق، فحين ينوون الرجوع يكون الرجوع عن قناعة وإصرار على تحسين المعاملة مع شريك الحياة حتى لا يفقده ويضيعه مرة أخرى.
5- التفكير بموضوعية
من ايجابيات الطلاق للرجل أيضا أنه غالبا ما يدرك بعد زواجه بأخرى بأن الأولى كانت أفضل بكثير ويكفي أنها كانت أكثر صبرا عليه وعلى تعامله من غيرها مما يعني في كثير من الحالات أن يعيد حساباته فيعود لأم أبنائه وزوجته الأولى بعد أن عرف قيمتها وكما قالوا : ( وبضدها تعرف الأشياء).
ألستم معي الآن بأن الطلاق ليس دوما كله سلبيات بل ربما يحمل ايجابيات لكل الأطراف؟،،،