الرئيسية » الرئيسية » منوعات » كيف تكون النصيحة

كيف تكون النصيحة

إنّ النصيحة هي أحد الأبواب التي أصبحت تُستخدم بطريقةٍ خاطئةٍ في هذه الأيام، فهي واحدةٌ من وسائل التواصل بين الناس والتي تساعد بشكلٍ كبيرٍ على نقل الخبرات بين الأشخاص، فنرى عبر التاريخ جميع الحكّام وحتى وقتنا الحالي كانوا يعتنون بالنصيحة ويطلبونها من الأشخاص أصحاب الخبرة سواء كانوا العلماء أو الخبيرين في المجال الذي يطلبونه، وحتّى العلماء أنفسهم كانوا يتناصحون فيما بينهم ويطلبون النصيحة بأنفسهم، فكلّ إنسان تنقصه الكثير من جوانب الحياة المختلفة، والنصيحة هي طريقة البشر في الوصول إلى أقرب ما يمكن إلى الكمال.

كيف تكون النصيحة؟

في الوقت الحالي أصبحت النصيحة من الأمور التي لا يتمّ تقبّلها بشكلٍ كبيرٍ من كثيرٍ من الناس، وذلك بسبب الطريقة الفظة في النصح، فلإيصال المعلومة التي تريدها عن طريق النصيحة عليك اتباع الطريقة الصحيحة لذلك، ولهذا سنذكر فيما يلي بعض الأمور التي يجب الانتباه لها عند إعطاء انصيحة.

في العادة وعندما نحب بعض الأشخاص فإنّنا نحاول نصحهم بكلّ ما نملكه من طاقة كي لا يقعوا بنفس المشاكل التي وقعنا بها من قبل، ولهذا نقوم بإعطاء النصائح من دون استعداد الطرف الآخر لتقبّلها، ولهذا عليك طلب الإذن أو معرفة أنّ الشخص الذي أمامك سيتقبّل النصيحة قبل أن تبدأ بالنصح.

عليك أن تكون صادقاً في نصحك للآخرين، فلا أمر أسوأ من أن تخدع الآخرين أثناء نصحهم لتظهر لهم فقط أنّك تحبهم أو كي تتظاهر بعلمك بشتّى الأمور، فعادةً ما نرى الناس ينصحون الآخرين بالعديد من الأمور التي لا يعلمون بها أو يعلمون بها القليل كي يتظاهروا بالمعرفة، فلا تخجل على الإطلاق من أن تذكر أنّك لا تعلم، فهو أفضل بكثيرٍ من إيقاع الآخرين بالمشاكل.

إنّ من أكثر الأمور التي تبعد الناس عن النصائح في هذه الأيام، هي أنّه عندما يحاول أحدٌ نصح الآخر فإنّه يبدأ بالحكم عليه، فعندما يأتي إليك شخصٌ ما طالباً النصح لا تبدأ بقول لو أنّك فعلت ذاك الأمر أو لو لم تقم بذاك، فنحن لا نستطيع تغيير الماضي على الإطلاق ولكننا نطلب النصح لصنع المستقبل أفضل.

مهما كانت خبرتنا في الحياة فنحن لن نستطيع على الإطلاق ضمان ما سيحصل في المستقبل، ولذلك لا تقم بإعطاء الوعود حيال ما سيحصل في المستقبل، بل في المقابل يمكنك أن تنصح بالحلول وأن تطرح المساعدة وأن تساعد في تقدير النتائج المحتملة من دون تأكيد ما سيحصل في الغيب وإعطاء الوعود فيما لا تملك.

يمكنك على الدوام أن تساعد الشخص على أن يجد ما يريده بنفسه عن طريق طرح بعض الكتب التي بإمكانه الاستفادة منها أو بعض المراجع، ففي العادة عندما نقوم بإيجاد الحلول بأنفسنا فإنّنا نكتسب ثقةً كبيرةً بأنفسنا تساعدنا على العودة إلى الطريق الصحيح.

اختر ألفاظك بالطريقة الصحيحة والتي لا تجرح من أمامك أو تُعرّضه لأي موقفٍ من الذل أثناء إعطاء النصيحة، واعلم على الدوام أنّه مهما كبر علمك فستبقى جاهلاً في العديد من الأمور، فلا تلعب دور العالم وإيّاك أن تتكبّر على من تقوم بنصحه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*