تنقسم طريقة الزواج في مجتمعاتنا العربية إلى نوعين: الزواج العائلي (زواج الصالونات) والذي لا يكون هناك فيه مساحة كافية ليتعرف كل طرف على الآخر، بل يعتمد فيه الزواج على الوضع العائلي والنسب والتعليم والمستوى المادي.
والنوع الثاني هو الزواج بعد قصة حب وتعارف، يكون فيها كل منهما تعرف على الآخر بشكل أعمق.
وفي الحالتين يجب على الأهل مراعاة قبول الفتاة للشاب المتقدم وعدم إجبارها، لأن الإجبار أمر، غير أنه مخالف للشرع، فهو أيضا ينذر بدمار الأسرة ولو بعد سنين.
ومهما تظاهرت الزوجة بالبداية بالقبول إرضاء لأهلها فإنها ستظل تعاني نفسياً وعاطفياً لأنها لا تتقبله من البداية.
هذا ما حدث مع الزوجة في قصة اليوم، حيث أنها أجبرت من أهلها على الزواج واستمرت العلاقة الزوجية سنوات، ويا ليت الزوج جمّل صورته نفسياً وعاطفياً في عينها، بل زاد الطين بله بسوء معاملته بل وخياناته لها,
كلما همّت بطلب الشابة بطلب الطلاق منذ 25 سنة، نهرها الأهل وقالوا: “ماعندنا شيء اسمه طلاق ولا بنت تطلب الطلاق اصبري”.
صبرت الزوجة على مضض حتى وصلت إلى مرحلة الكره لزوجها، وعدم تحملها لأن يلمسها أو ينام بجوارها في فراش واحد، أنجبت منه أربعة أبناء، بعضهم تخرج ومنهم من خطب وعلى مشارف الزواج، وما زالت تشعر بالحرمان العاطفي لأنه لم يعوضها من البداية زواجا تم بالإجبار بل أخذ يحقّرها ويحطم نفسيتها.
تقول الزوجة:
لا أسمع منه كلمة حب أو إعجاب، بل ينعتني بالعجوز رغم أني تزوجته وعمري 15 عاماً وما زلت بأنوثتي وشبابي. يتضايق ويحقّرني حين أتجمل وأتزين ويسمعني ما أكره مع أني جميلة بشهادة كل من حولنا.
وتكمل: حياته كلها مع أصدقائه وسفراته وخياناته، صبرت لكنني تعبت. وبعد أن كبر الأبناء جاءت اللحظة التي تمنيتها من 25 عاماً لأطلب الانفصال.
أجبرت على الزواج منه وقلت في نفسي لعل العشرة تجعلني أحبه ولكن للأسف أساء عشرتي فزادت الفجوات والسبب هم أهلي، الذين يجبرونني إلى اليوم على الاستمرار معه لأن الزواج عندهم مظهر اجتماعي.
هنا، لا يمكنني أن أرد بعد كل هذه السنوات إلا برسالة إلى أهل هذه الزوجة، الذين ارتضوا لابنتهم هذه التعاسة: إن كانوا يرون في الطلاق عيباً، فهل الخيانة ليست عيباً؟ هل الإهمال والإهانة حق للرجل؟ هل هذا الاكتائب والضغط والتعاسة حلال؟ هل تستحق ابنتكم منكم هذا.