العربية. نت – عماد البليك
تسعى شابة أميركية لأن تصبح المرأة الأكثر سفرا حول العالم، بزيارة 196 من البلدان مع بلوغها سن الـ 27 من عمرها. وهي الآن في نهاية تحقيق هدفها من زيارة 193 دولة ذات سيادة، بالإضافة إلى ثلاث دول غير معترف بها، هي تايوان وفلسطين وكوسوفو.
الشابة واسمها “كاسي دي بيكول” بدأت رحلتها من واشنطن، فقط في يوليو من العام الماضي 2015، بعد أن خططت قبلها في عيد ميلادها الـ 25 لهذه الحلم الكبير، وقد استطاعت أن تزور 180 دولة من خلال 254 رحلة طيران، وتبقت لها 26 رحلة.
وقد أنفقت إلى الآن مبلغ 198 ألف دولار أميركي، فيما تبقى لها 45 يوما لتزور بقية البلدان في العالم وعددها 16 بلدا.

وتؤدي الشابة دور سفيرة سلام لمعهد السلام الدولي، وتعتبر هذه الرحلات جزءا من عملها الذي يقوم على التوعية بالسياحة المسؤولة واقتصاداتها، كما أنها تعمل مع المغامرين والعلماء في مجال جمع عينات المياه لدراسة التلوث.
وتقول كاسي إنها منذ الصغر وقد نمت لديها رغبة تقوم على زيارة كل بلدان العالم، في شغف لمعرفة كل الثقافات والديانات والمواطن البشرية.
وتفتخر بأنها تنتمي لبلد يقوم على تعدد الثقافات والناس القادمين من كل العالم تقريبا، “ما أوصل البلاد إلى ما هي عليه اليوم”، وتوضح قائلة بأنها تريد أن تعرف من أين جاء كل هؤلاء الناس؟ وبالتحديد، “من أين جئت أنا نفسي؟!”، حيث تقول إن أصولها تعود إلى أوروبا.

وتضيف: “كنت أتلهف لأفهم ما يجري خارج بلادي أميركا.. كذلك كنت أريد أن أتأكد هل الشرق الأوسط كما يتكلمون عنه في الأخبار؟ وماذا يجري في الأمازون؟!”
وتشرح أن السفر إلى بلدان العالم المختلفة كان بالنسبة لها “سعيا شخصيا، لكي أتعلم وأعرف أكثر عن عالمنا، بأن أخرج من مكان راحتي لأكتشف الراحة في أمكنة أخرى، وبحيث أترك أثرا ورائي كذلك”.
وبعد 15 شهرا من الرحلات المتواصلة فإن كايسي تشعر بأن السفر قد جعلها امرأة أخرى، وراكم الكثير من الخبرات لها.
وتبين أنها عادة ما تقضي من يومين إلى 5 أيام في كل بلد، قائلة: “قد كان مثيرا لي أن أقابل طلابا وعددا من كبار الشخصيات، كما أن الطريق قد يأخذني لغير ما هو مرسوم له سلفا في خطتي، وإلى أماكن لم يكن لأي من معارفي خبرة سابقة بها، كما أحببت ركوب الحافلات السفرية لمسافات طويلة”.
وتواصل: “أن الشعور بالضيق أكثر ما يكون في الطائرات والمطارات. وبمجرد أن تهبط على الأرض وتعانق الطبيعة يختلف الوضع وتشعر بالراحة”.
وقالت إن رحلاتها لم تخلُ من المضايقات والمواقف العصيبة، “من تلك التي لا يمكن أن يمر بها مسافر آخر لو أنه كان رجلا وليس امرأة”.
وتشرح أن “البعض يعتقد بسبب أنني امرأة يمكن له أن يفعل بي ما شاء، على الأقل خداعي بأخذ مبلغ من المال مني، أو الرغبة في الاستماع لي وأنا أتكلم فحسب وهم يندهشون بالنظر لي.. لكنني لا أتسامح مع أي من هؤلاء المشاغبين أو الذين لا يعترفون بالمساواة بين الجنسين”.
وتضيف: “بمجرد أن أشعر بالضيق فإنني أُعبّر عن مشاعري وأغادر فورا”.

وقد تم تمويل رحلة كاسي بواسطة عدد من الجهات الداعمة من الشركات، التي ساهمت في صناعة فيلم وثائقي للرحلة، بحيث يفيد في الأغراض التعليمية والتجارية؛ خاصة أنها – كذلك – تقوم من خلال رحلتها، بدعم مشاريع الاستدامة البيئية، والترويج للفنادق الفخمة.
وتشرح أن جميع الداعمين لها قد حصلتهم بنفسها أثناء رحلتها “ولم يكن ذلك قطعا بالأمر السهل”، كما تصفه.
وتضيف أنه “إذا لم يكن لي أن أقابل الشخص المسؤول الوزير مثلا، أو التحدث لطلبة الجامعات، أو أعرض أوراقي الثبوتية والتأشيرات وما جمعته خلال رحلتي والترويج لعملي، فلا أحد سوف يساعدني. وربما سأسافر ولكن ليس بما كنت أحلم به لهذه المسافات البعيدة.. وهذا يجعلني أقضي أغلب الوقت في التعريف برسالتي وراء ما أقوم به، من خلال رحلتي التي تهدف لصنع الاختلاف”.
وتشير قائلة: “برغم كل ما قمت به وحيث إنني لست الأولى على ما أعتقد في القدرة على توثيق كل شيء عن رحلاتي، فإن ما يجعلني أشعر بالسعادة على الأقل هو الإنجاز المتحقق”.
وتختتم أخيرا: “أتمنى أن أكون ملهمة لكل النساء والرجال حول العالم بأن يتجهوا نحو أهدافهم بكل إصرار، لاسيما أن هناك من يظن أن الأهداف العظيمة يحققها الرجال فقط”.