تتصدى أكبر منظمة علمية في الولايات المتحدة لمخاوف عبر عنها علماء ومعنيون بالاخلاق وقررت أطلاق مبادرة طموحة لوضع خطوط استرشادية للتكنولوجيا الجينية الجديدة التي لها القدرة على توفير “مواليد حسب الطلب”.
وتسمح هذه التكنولوجيا المسماة (كريسبر-كاس9) للعلماء بتغيير أي جين يستهدفونه فعليا. وهذه التقنية شبيهة ببرامج الكمبيوتر لمعالجة النصوص لكن في المجال الحيوي وهي تمكن العلماء من رصد اي عيوب جينية واستبدالها.
وعصفت هذه التقنية بعلم الاحياء وأشعلت معارك على براءة الاختراع بين شركات ناشئة وجامعات تقول انها يمكن ان تكون مفيدة وثورية مثل تكنولوجيا الحمض النووي (دي.إن.ايه) التي تطورت في السبعينات والثمانينات وأطلقت صناعة التكنولوجيا الحيوية.
لكن تكنولوجيا كريسبر فجرت مخاوف اخلاقية.
وفي الشهر الماضي أعلن علماء صينيون عن أول تجربة لاستخدام تقنية كريسبر لتغيير الجينات لاحداث تغيير في الحمض النووي لاجنة بشرية. ورغم ان هذه الاجنة غير قابلة للحياة ولن تتطور الى مواليد الا ان التجربة قوبلت بصيحة تحذير من العلماء الذين قالوا ان هذا قد يعني ان تغيير الخريطة الجينية للانسان يمكن ان يكون مسألة وقت.
واستجابة لهذه التحذيرات قالت الاكاديمية الوطنية الاميركية للعلوم ومعهد الطب التابع لها انهما سينظمان قمة دولية في الخريف يستكشف خلالها الباحثون وخبراء آخرون “القضايا العلمية والاخلاقية والسياسية ذات الصلة بابحاث تغيير الجين البشري.”
اضافة الى ذلك قرر المجلس الشرفي الذي شكله الكونغرس عام 1863 (إن.ايه.إس) الذي يقوم بدراسات للحكومة الاتحادية وآخرين تشكيل لجنة انضباط دولية تدرس الاسس العلمية والآثار الاخلاقية والقانونية والاجتماعية لتغيير الجينات البشرية.