توصل باحثون أميركيون، في دراسة حديثة، إلى أن إرتفاع درجة حرارة الجو له تأثير على نفسية الإنسان وسلوكه، إذ انه كلما ارتفعت درجات الحرارة، زاد ميل الإنسان إلى السلوك العدواني.
وبحسب أبحاث سابقة، فإنه خلال فترات الحر الشديد تزداد نسبة حوادث العنف كالإعتداءات الجسدية وحوادث السير والسرقة. ففي العام 2005 أجرى نادي السيارات الألماني دراسة بشأن حوادث السير، وقد كشفت أن غالبية وأخطر الحوادث التي سجلت والتي بلغت 12 ألف حادثة سير، وقعت في أيام تجاوزت فيها درجات الحرارة الـ 25 درجة مئوية.
ويعزو أندرياس هاينس، وهو مدير مستشفى الطب النفسي شاريتي في برلين، السبب وراء هذا السلوك العدواني إلى فقدان الجسم للسوائل والأملاح المعدنية الضرورية للحفاظ على نشاطه وتوازنه. ويوضح انه عندما تقترب درجة حرارة الجو من متوسط حرارة جسم الإنسان 37 درجة مئوية، ترتفع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي. هذا الارتفاع في درجة الحرارة يتطلب من الجسم عملا مجهدا من أجل إعادة حرارته إلى طبيعتها. ويحدث ذلك عن طريق عملية التعرق الطبيعي التي تعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال إفراز العرق لتبريد الجسم. غير أن هذه العملية المجهدة تنعكس على نفسية الإنسان وتفقده القدرة على التركيز والتحكم بمشاعره وانفعالاته.
ويظهر السلوك العدواني بشكل واضح في الأماكن التي يحتك فيها الناس ببعضهم البعض كوسائل النقل العام والعمل، حيث يكون الإنسان تحت ضغط عصبي أكبر.
وينصح الأطباء بالإكثار من شرب السوائل، خصوصا المياه عند إرتفاع دراجات الحرارة. ويفضل عدد من الناس شرب المياه والمشروبات الباردة لري عطشهم والشعور بالإنتعاش، غير أن المشروبات الباردة لا تعد الحل المناسب لتأثيرها العكسي على الجسم، إذ ترفع الحرارة وتحث على إفراز العرق بشكل أكبر وبالتالي فقدان السوائل من الجسم.