ستصبح الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، التي استطاعت حشد الدعم للملكية رغم ما عانت منه أسرتها الشهيرة من اضطراب وما أحاط بها من بلبلة، أطول ملوك البلاد جلوسا على العرش الشهر المقبل.
ولم تتوقع إليزابيث قط أن تجلس على العرش، ولم يحدث ذلك إلا لأن عمها تخلى عن العرش حين كان عمرها 25 عاما، لكنها يوم 9 سبتمبر المقبل ستكسر الرقم القياسي للحكم الذي تحتفظ به جدتها الكبرى الملكة فيكتوريا التي حكمت البلاد لأكثر من 63 عاما.
وقالت الملكة إليزابيث (89 عاما) ذات مرة “إنها وظيفة مدى الحياة” وليس من المتوقع أن تتخلى عن العرش، على النقيض من بعض ملوك أوروبا في الآونة الأخيرة بل وأحد البابوات.
ورغم أن العالم والمجتمع البريطاني تغيرا بشكل كبير خلال فترة حكمها، فقد بدا دوما أن الملكة شخصية يعتمد عليها تبث الطمأنينة.
ورغم صدمات فترة التسعينيات مثل وفاة الأميرة ديانا التي بدا وكأنها تهدد وجود النظام الملكي ذاته فقد استطاعت الملكة أن تقود المؤسسة التي يبلغ عمرها ألف عام إلى عهد جديد من الشعبية.
وتوجت إليزابيث ملكة على بريطانيا وبلاد أخرى منها أستراليا وكندا يوم 2 يونيو عام 1953 في مراسم بثها التلفزيون من وستمينستر آبي.
وأصبحت إليزابيث الحاكم الأربعين لبريطانيا في المؤسسة الملكية التي تعود إلى وليام الفاتح الذي تولى العرش عام 1066 بعد انتصاره في معركة هاستينغز.
وخلال فترة حكمها شهدت 12 رئيسا للوزراء بداية من ونستون تشرشل وودعت الإمبراطورية البريطانية التي كونها أسلافها وامتدت حدودها من كينيا إلى هونغ كونغ.
ورغم أنها أقدم ملوك العالم الأحياء فإن إليزابيث هي ثاني أطول الملوك جلوسا على العرش في العالم في الوقت الحالي بعد الملك بوميبول أدولياديغ ملك تايلاند الذي يسبقها في العمر بستة أعوام تقريبا.
وأطول ملوك العالم حكما هو الملك سوبوزا الثاني الذي حكم سوازيلاند 83 عاما تقريبا حتى وفاته عام 1982، بينما كان أطول الملوك حكما في إحدى الدول الكبرى في أوروبا، الملك لويس الرايع عشر، الذي حكم فرنسا 72 عاما.
وخلال فترة حكمها قامت الملكة بأكثر من 250 زيارة خارجية لأكثر من 100 دولة والتقت 4 ملايين شخص بشكل شخصي.