يولي عدد كبير من الناس أولوية لعملهم، فيقضون فيه ساعات طويلة ويبذلون جهدا كبيرا في إتمام واجباتهم على أكمل وجه، لكنهم يعانون إجهادا فيه، إن بسبب المدير المتعجرف أو الذي يصعب إرضاؤه، أو بسبب تأخر المؤسسة أو الشركة التي يعملون لصالحها عن دفع أجرهم أو بسبب أي أمر آخر.
لا تمرّ هذه الظروف الصعبة في العمل مرور الكرام على العامل، بل قد تؤدي إلى تدهور صحته وحتى وفاته بسن مبكرة كما أثبتت دراسة حديثة، وذلك لإرتفاع إحتمال إصابته بأمراض كثيرة ومتنوعة.
فقد حلّل في هذا السياق، فريق من جامعة “هارفارد” الأميركية أدلة من 228 دراسة تحليلية عن الإجهاد في مكان العمل، ونظروا إلى كيفية تأثير الضغوطات الوظيفية في الصحة، بما في ذلك ساعات العمل الطويلة وتعارض العمل مع الحياة الأسرية والشخصية، والدعم الإجتماعي والفرص الإجتماعية، والفرص العادلة في العمل، ووجود رقابة على الموظف داخل العمل، وتوفر التأمين الصحي.
ووجدت الدراسة ان عوامل كون الشخص عاطلا عن العمل لا يضعه تحت ضغط القلق على التأمين الصحي الذي يؤدي إلى الأمراض والوفاة المبكرة.
كما أشارت إلى أن العمل لساعات طويلة والحصول على وظيفة قد يتعارضان بشكل كبير مع الحياة الأسرية، وأن أخطار الموت المبكر تثير أكثر من إحتمالات التعرّض للوفاة بسبب التدخين بنسبة 20%، كما أن الشعور بالظلم داخل العمل يزيد مخاطر الصحة بنسبة 50%.