لا تزال بعض العائلات تعاني من مسلسل إهمال السائقين لأطفالهم داخل حافلات المدرسة، والتي قد تصل إلى نسيانه في الباص بسبب دخوله في نوم عميق وعدم تفقّد السائق أو المعاملة لجميع المقاعد، والأمر الذي قد يصل في خطورته إلى وفاة طفل اختناقاً، كما حدث الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية.
وفي قضية مشابهة في البحرين، قضى طفل في الخامسة من عمره ثلاث ساعات محبوسا داخل حافلة إحدى رياض الأطفال بالمحرق، بسبب إهمال سائقة الحافلة التي نسيته وذهبت إلى بيتها هادئة مطمئنة، ولم تكتشف الأمر إلا من خلال اتصال هاتفي بالروضة، ونزلت لتجد الشرطة تحيط بالحافلة التي تركتها في موقف سيارات بجوار مستشفى الحالة، ولتدرك أنها أضافت حلقة جديدة من مسلسل إهمال سائقي وسائقات رياض الأطفال، وفقاً لما نشرته صحيفة “أخبار الخليج”.
وبدأت الحادثة بالصدفة عندما فوجئ رجل بحريني بطفل صغير يبكي داخل حافلة مغلقة الأبواب والنوافذ، حاول الرجل أن يفعل أي شيء، وعندما أدرك خطورة الأمر بادر بالاتصال بالشرطة، وأبلغهم برقم الحافلة واسم الروضة، فبادرت الشرطة بالاتصال بالروضة التي بدورها قامت بالاتصال بالسائقة في بيتها، وهرولت السائقة إلى مكان وقوف الحافلة لتجد الشرطة تحيط بها، وتعرف أن الرجل الطيب الذي ساقه القدر في هذه اللحظة تمكن من إنقاذ الطفل بسلامة.
وأظهر التحقيق أن السائقة التي لها خبرة تصل إلى 15 سنة في مجال توصيل الطلاب، كانت قد نسيت الطفل في الحافلة لأنه نام ولم ينزل مع زملائه، وبسؤالها قالت إنها رأت الطفل ينزل من الحافلة في الصباح مع كل زملائه! ولا تعرف كيف وجد بعد ذلك داخلها.
أما والدة الطفل التي عرفت بالأمر من خلال اتصال تلقته من الروضة، كانت سعيدة بنجاة طفلها وقالت إنه بحالة جيدة، وتنازلت عن حقها بدعوى أن هذه السائقة كانت تعامل الأطفال كلهم بطيبة، وخصوصا ابنها ولا أحد يدري ماذا كان سيصبح موقفها لو كان ابنها لا قدر الله قد أصيب بسوء أم لا.
ومن جهة أخرى، قررت النيابة السير في التحقيق رغم تنازل الأم لخطورة ما حدث، وقررت حبس السائقة على ذمة القضية بعد أن أسندت إليها تهمة تعريض حياة طفل لم يبلغ السابعة من عمره للخط.