الميل لشرب القهوة من دون سكر أو تناول شيء مر بدلا من قطعة الحلوى، يعني تفضيل الطعم المرّ على الحلو. وهذا ربما يُفصح عن بعض الصفات الشخصية للكثيرين. ففي دراستين قام بهما باحثون في جامعة “انسبروك” النمساوية، أكد الباحثون أن الشخص الذي يفضل الطعم المرّ يتسم بسمات عدوانية. وتوصّل الباحثون إلى هذه النتيجة عبر استجواب زهاء 950 شخصاً شاركوا في هذه الدراسة.
ونشر الباحثون نتائج دراستهم في دورية “شهية” النمساوية، مشيرين إلى أن تفضيل الطعم المرّ يرتبط بشكل وثيق بسمات الشخصية السادية والسيكوباتية، وهي صفة تدل على وجود خلل في السلوك والمشاعر. وأكد الباحثون أن هذا الارتباط ظهر بشكل أقوى من تفضيل مذاق آخر مثل الحلو والحامض والمالح. كما أشارت الدراسة إلى أن سمات الشخصية الباطنية ترتبط بشكل مطرد مع شدة الطعم المر.
ووفقا لموقع “ناخريشتن” الألماني، فإن العلاقة التي تربط تفضيل الطعم المرّ بالسيكوباتية ربما تكون مؤكدة إحصائيا. لكن نتائج الدراسة أظهرت أن نسبة هؤلاء الأشخاص الذين يتسمون بشخصية سيوكوباتية ويفضلون الطعم المرّ لم تتجاوزالـ5 بالمئة، على حدّ اعتبار البروفوسور نيلز بيرباومر أستاذ علم النفس الطبي والسلوكي في جامعة توبنغن.
وفي حديث لها مع موقع “فوكوس” الألماني، أوضحت الباحثة كريستينا زاغيوغلو، المشرفة على هذا البحث، أن هذه الدراسة لا ترتبط باضطرابات نفسية مرضية. فقيم الأشخاص الذين تم اختبارهم كانت كلها منخفضة، ولكنها تشير بوضوح إلى أن عشاق الطعم المرّ يميلون إلى سلوكيات الشخصية السيكوباتية.
وفي الجزء الأول من الاختبار، قام الباحثون بتقديم لائحة مؤلفة من 40 نوع من الأطعمة بمذاقات مختلفة، مثل الحلوى والليمون والفجل وأنواع مختلفة من اللحوم. وتوجب على المشاركين في التجربة تقويم مدى تفضيلهم لمذاق هذه الأطعمة.
واعتمد الباحثون في تقويمهم على نتائج تصنيف الأطعمة وفقا لإجابات المشاركين في التجربة، كما أظهر المشاركون مدى تفضيلهم للطعم الحلو والمالح والمرّ والحامض.
وقام المشاركون بملء بيانات شخصية مختلفة، لقياس مستوى العدوانية التي يتسم بها الأشخاص، وذلك من خلال الإجابة على بعض الاستفسارات التي تقدر مدى استخدامهم لتعابير مثل “هددت أشخاصا أعرفهم” أو “الاستفزاز يدفعني لأن أضرب شخص ما”، فضلا عن الإجابة عن تساؤلات ترتبط بصفات مثل النرجسية والسادية والسيكوباتية مثل: “يسعدني تعذيب الآخرين”. كما قام الباحثون بتقويم شخصية المشاركين من خلال عناصر الشخصية الخمسة وهي الأبعاد التي تكّون شخصية الإنسان، وهذه العناصر هي الانفتاح والضمير والمخالطة والقدرة على التحمل والاضطراب.
وجدير بالذكر أن نتائج الدراسة الثانية التي أقيمت في هذا الإطار، تطابقت إلى حد كبير مع الأولى. واعتمدت كلا التجربتين على تقديرات المشاركين الشخصية ونتائج الإحصاءات التي تربط علاقة الشخصية بالذوق. وفي كلتا الدراستين أكد الباحثون أن هذه العلاقة ترتبط بعوامل كثيرة منها تفاعل المورثات الجينية مع بعضها.