عنوان هذه المقالة مقتبس من فيلم أميركي يلعب دور البطولة فيه ميل غيبسون وهيلين هنت. وكنت شاهدت الفيلم مع أصدقاء خرجوا بعد ذلك واختلفوا، رجالاً ونساء، على ما تريد النساء. وزعم واحدٌ أنّه تزوّج لأنّه اعتقد أنّ زوجة المستقبل مثقّفة، فهي كانت تطلب دفاتر فقط، ثمّ اكتشف أنّها دفاتر شيكات.
لذا، استعنت ببعض الأصدقاء ووضعنا لائحة بما تريده المرأة أو يسعدها أن يتوفّر لها في يومها: تستيقظ وسط شراشف من حرير وتتناول الإفطار في السرير. تجد في الحمّام أنّها أقلّ وزناً عن الأمس، ثمّ تغفو من جديد في الجاكوزي ساعة. تمارين رياضيّة مع مدرّب محترف، من الأفضل أن يكون شاباً وسيماً، ثمّ تدليك يتبعه “دوش”، وبعده مزيّنات للشعر وطلاء أظافر اليدين والرجلين. غداء مع الصديقات قوامه سلطة… فقط. تسوّق في مجمّع تجاري فخم من متاجر لا تعرض إلا بضائع “سينييه”. عودة الى البيت حيث باقة ورد أحمر بانتظارها. ثوبٌ جديد، وعشاء على ضوء الشموع في مطعم فرنسي. رقص في ملهى ليليّ بعد منتصف الليل. عودة الى البيت، يحملها على ذراعيه الى السرير. أتوقّف هنا لأقول إنّني أفترض أنّ الذي يحملها زوجها، لا المدرّب الوارد ذكره سابقاً. ثمّ أزيد أنّني لا أعرف ما حدث بعد ذلك، لأنّهما أغلقا باب غرفة النوم على الفضوليّين، كبعض القرّاء.
ماذا يريد الرجل في المقابل؟ مشاهدة مباريات رياضيّة، طعام وشراب، يسبقهما جنس ويتبعهما، وربما يرافقهما. غير أنّ ذات الحسن والجمال التي سجّلت ما يسعدها يجب أن تكون على مستوى من الجمال تستحقّ معه أسباب السعادة. ولعلّ إرضاء المرأة ممكن، فهي عاطفيّة ومرهفة الإحساس، مهما ادّعت غير ذلك. يهمّها ألا تهملها، وثمّة خطوات سهلة: اتصل بها وقل لها إنّه لا يوجد أيّ موضوع ولكنّكَ أحببت أن تسمع صوتها. افتح لها باب السيّارة وباب البيت، حيث يفترض أن تدخل قبلك. يجب أن تلاحظ كلّ تغييرٍ فيها، من تسريحة الشعر الى الزينة. حاول أن يبدو كلّ موعد مختلفاً عن الذي سبقه… وبكلمة واحدة: فاجئها. اضحك لكلّ نكتة ترويها لك، ولو كانت “بايخة”. إذا تأخرت عن موعدٍ معها، ولو لدقائق، خابرها واعتذر، وهي ستقبل العذر ولو لم تصدّقه.
وفي الختام، يستطيع القارئ أن يقبل ما كتبت، كلّه أو بعضه، أو يرفضه وأنا أعذره إذا لم يقتنع، لأنّ فرويد نفسه قال بعد خمسين سنة من التحليل النفسي إنّه لا يعرف ماذا تريد النساء.