تُعتبر فرص نجاة المصابين بأزمات قلبية من قاطني الطوابق العليا ضئيلة مقارنة مع غيرهم، فقد رجّح بحث أجري حديثا أن الفرص في النجاة تزيد إذا كان المريض من قاطني الطوابق الأولى.
وللدقة، فمن يملك شقة بالطابق الثالث أو أعلى لديه فرص أقل للنجاة. وما يثير القلق أكثر هو أن فرص النجاة شبه معدومة للقاطنين في طوابق أعلى من الطابق الـ 16، وفق البحث. وقال البريطاني يان درينان، الذي يعمل ضمن إحدى فرق الإسعاف: “مع تزايد عدد ناطحات السحاب، وتزايد الكثافة السكانية في مراكز المدن، من المهم معرفة تأثير تأخّر وصول وحدة الإسعاف إلى مصاب بأزمة قلبية يسكن في بناية عالية”.
وشمل بحث الفريق 8216 شخصاً عانوا من أزمات قلبية، وتمت معالجتهم سريعاً. نجا 4.2% من قاطني الأدوار السفلى بينما نجا فقط 2.6 من قاطني الدور الثالث وما فوق. بينما وجد الباحثون أن 0.9% فقط ممن يعيشون أعلى من الطابق الـ16 نجوا. وكانت الصدمة هي عدم نجاة أي شخص يعيش في طابق أعلى من الطابق الـ25.
ويُظهر البحث أن أفضل نسب النجاة كانت لمن يملكون بيوتاً خاصة، حيث نجا 3.8% وتمكنوا من الخروج من المستشفيات. وقدّم فريق الأبحاث في معهد لي كا شينغ بمدينة تورونتو الكندية نصائح لعدة حلول لتعزيز فرص النجاة، فاقترحوا أولاً: إعطاء المسعفين أولوية استخدام المصعد للطوارئ من دون أي تدخل من الناس العاديين. بالإضافة إلى إطلاق صافرات الإنذار في المبنى قبل وصول طاقم الإسعاف مع توفير أفضل أماكن لوضع أجهزة تنظيم ضربات القلب للتمكن من استخدامها أثناء التحرك في المبنى.
ويُرشح بعض خبراء الصحة حلولاً أخرى مثل توفير دورات تعليم إنعاش القلب الرئوي CPR للمقيمين في مثل هذه المباني. مع وجود سجل وطني يسمح للعامة بالتواصل مع وحدات الإسعاف والمتطوعين ذوي الخبرة الذين يمكن أن يساعدوا المرضى المصابين بأزمة قلبية.
وقال البروفيسور ماركوس إينغ أونغ من قسم الطوارئ بمستشفى سنغافورة العام: “لدى سنغافورة نهج متعدد الأساليب لعلاج مشكلة الأزمات القلبية لقاطني ناطحات السحاب حتى وصولهم المستشفى”. وطبقاً لمؤسسة القلب البريطانية، فالسكتة القلبية تحدث حين يتوقف القلب فجأة عن ضخ الدماء في جميع أنحاء الجسم. فمن تحدث له سكتة قلبية سيفقد الوعي فجأة ويتوقف عن التنفس عادة، مالم يُعالج بـ CPR على الفور، وهو ما يؤدي غالباً إلى الوفاة.