الرئيسية » الرئيسية » هكذا تعرفون الأقوياء عاطفيا

هكذا تعرفون الأقوياء عاطفيا

بمجرّد ذكر تعبير “القوة العاطفية”، تتبادر إلى الأذهان صورة شخص متبلد المشاعر، طاغٍ في قوّته وجبروته ذو تحكم وقسوة. هذا الإنطباع الشائع عن “قوّة العاطفة” ارتبط دائماً بتفسير غياب المشاعر أو برودها ولكن في الحقيقة القوّة العاطفية لا علاقة لها بالقسوة بل بالتعافي من الضربات القاسية، وشتان بينهما. فبعدما تشعب علم النفس الإيجابي وتطور في أبحاثه على مر السنوات الـ 15 الماضية، تأكدت حقيقة واحدة: ليس الأمر أبداً مقدار الفوضى التي نواجهها في حياتنا، بل كيفية تعاملنا وتجاوبنا معها.

في ما يلي مواصفات يتحلى بها أصحاب القوة العاطفية الحقيقية:

– يظهرون السلام أكثر من القوة: لا يضع الأقوياء عاطفياً صورة القوّة أو العدوانية في الواجهة، فهم يعرفون أن القوة الحقيقية تكمن في التحكم، وأن السلام هو أقوى وأمتن قوة قد تكون في يدك. فحاجة البعض لإظهار “القوة” واستعراضها ما هي إلا شعورهم عندما لا يثقون بأنها يمتلكونها، أو بكلمات أخرى: عندما يشعرون أنها غير موجودة.

– مستعدون للألم: يقضي الكثيرون حياتهم هرباً من مشاعرهم فيلجؤون إلى العلاقات والمال والجنس والتجميل وتلميع صورتهم الاجتماعية ليبدوا متفوقين فيها. لكن الأقوياء عاطفياً لا يسمحون لمشاعرهم أن تفيض بهم، فنحن نفقد السيطرة على أنفسنا في النهاية عندما ننفي ونكبت المشاعر، لكن سرعان ما تطفو هذه العواطف على السطح بطريقة أو بأخرى.

– يتقبّلون الخطأ: يدرك الأقوياء عاطفياً أن لا ضرورة ليكون المرء دائماً على صواب ليبرهن أنه ذكي، أو مثير للاهتمام أو شخص قيم. عندما يشعر المرء بالحاجة لأن يكون على صواب دائماً، فهذا بالضبط يساوي الحاجة ليكون فوق المساءلة، وهذه بدورها تساوي الخوف من أن خطأك سينسف صورتك في أذهان الناس.

– يركزون على مناورة العقبات وتخطيها: لا على العقبات نفسها: ففي نظرهم، تعتبر العقبات مجرد إشارات لتحويل الطرق وتخيل خارطة طريق أخرى، في حين أن الكثيرين يصابون بشلل وقلق فيتسمرون أمام هذه العقبات وينزعجون ظناً أنها نهاية طريق مسدود.

– يطلبون الإحترام أكثر من الإهتمام: ان الرغبة الإنسانية في أن يشعر المرء بالحب ويلقى القبول ضمن المجموعة أمر بديهي. فالأناس الساخطون على الدوام يبحثون عن إشباع ذاك الشعور بخلق فوقية اجتماعية لهم، أمّا الأصحاء عاطفياً فيسعون لإشباع ذلك الشعور بنيل احترام من حولهم.

– لا يستخدمون المنطق حجة لدحض مشاعرهم: فحتى لو لم يفهموا سبب هذه المشاعر أو لم ترق لهم، يعترفون بوجودها، فهم يدركون أن مشاعر الانزعاج لا منطق لها أصلاً في طبيعتها، ولذلك لا يستخدمون المنطق أبداً لتبديدها لأن لا فائدة من ذلك.

– لا يبحثون عن عيوب الآخرين: لا يقيسون أو يحجّمون قيمة الناس، بل ينظرون إلى الآخرين في معزل عن قدراتهم الخاصة في تحقيق إنجازاتهم، ولذلك لديهم أيضا القدرة على تعزيز أنفسهم خارج نطاق إنجازاتهم في المجتمع (أو خارج نطاق مظهرهم).

– يعرفون أن عليهم تغيير أنفسهم إن أرادوا تغيير حياتهم: لديهم حس بالمسؤولية تجاه كلّ ما يجري في حياتهم، فبالنسبة لهم كلّ تجربة يخوضونها ستعود عليهم بالفائدة، ولا يوجهون اللوم بغية تحويل الأنظار عن مسؤولياتهم لأنّهم لا يتذمرون ولا يشتكون، فهم متيقنون أنّ البكاء والصراخ حيال الظلم لن يجعل العالم ينتصر للمظلوم.

– يحددون حاجاتهم سواء كانت عاطفية أم جسدية: فهم لا يتصوّرون أنهم يثقلون عبء الآخرين بمتطلباتهم لأنهم لا يرون أن مشاعر الآخرين أكثر أحقية وأولوية من مشاعرهم. أما عكس ذلك (إيلاء الآخرين الأولوية بنفي الذات حفاظاً على رأيهم بك) فهذه صفة شائعة بين الأطفال، الذين تربوا على أنّ طلبات الأهل أهم من طلباتهم وأنّ رأي الآخرين أهم من رأيهم.

– يرون الفشل والنقد تغذية راجعة: لا يبحث الأقوياء نفسياً عن تعزيز خارجي لأنفسهم، ولهذا يتعلمون من الفشل والنقد ويستسلمون عندما تدعو الحاجة. هم لا يفترضون قيمة معنوية لأيّ من هذه الأشياء، بل يرونها أدوات تساعدهم على النمو – شأنها شأن كلّ شيء آخر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*