يحكي التاريخ إيمان كلّ الثقافات بلا استثناء بفأل الخير أو الشر وسوى ذلك من معتقدات تبدلت وتغيرت، فيما لا تزال الكثير من الشعوب تؤمن بها حتى بعد اعتناقها الديانات السماوية.
وبين المعتقدات وفأل الخير والشر ما هو مدهش، وما هو خاطئ بالأساس وما أصبح باليا، ورغم ذلك، فإنّ معظم الناس يرفضون الأخذ بهذه الاعتقادات ويدرجونها في خانة الترهات والسخافات، إذ بعضها فعلا كذلك. ولكن، وبغض النظر عن مدى صحة أو ضعف هذه الاعتقادات فإن بعضها يصدق، كما وأنه أمر محتوم.
والسؤال: هل أن الاعتقاد الذي يحظر النوم قبالة المرآة، معزز وصادق في ما يؤكده؟
فضلا عن منافع المرآة، فهي تخفي الكثير من المخاطر، حيث يسود اعتقاد منذ القدم أن المرآة لا تعكس ما حولها فحسب، وإنما تحوي في طبقاتها عالما موازيا وخفيا، وأن العالم الموازي هذا مليء بمختلف المخلوقات، فضلا عن طاقة كبيرة تضمرها المرآة.
واستنادا إلى ذلك، تروّج الكثير من الاعتقادات والتصورات بشأن المرآة عموما، ومن بينها أن النوم قبالتها قد يعود على النائم بالشر والإخفاقات، وما هو أسوأ من ذلك، ينضب قواه الروحية.
ففي أوروبا يسود اعتقاد مفاده أن المرآة قد تجذب ليلا روح النائم وتبتلعها إلى العالم الموازي، إذ أنه ووفقا لمعتقد آخر فإن الروح البشرية تغادر جسدها خلال النوم وتسبح في الهواء بل في أماكن بعيدة كل البعد عن صاحبها الذي لن يصحو من نومه قبل عودتها إليه.
كما أنها وفق هذه الاعتقادات، تمتص الطاقة ممن ينام قبالتها، نظرا لأن الإنسان حينما يغفو يدخل مرحلة هي الأضعف في حياته. ولا يجوز النوم مقابل المرآة لأنها سوف تعكس زوايا السرير، الأمر الذي قد يفضي إلى تعرض الإنسان إلى إخفاقات في حياته، وحتى للخيانة الزوجية، كما لا يتعين أيضا أن ينام الزوجان على سريرين منفصلين أمام المرآة، لأن ذلك قد يضاعف الضرر عليهما قياسا بما لو ناما على سرير واحد.