معظمنا شاهد الإضاءة الراقصة التي في السماء وبعد عدة ثوان نسمع الرعد. بينما يتم ضرب آلاف الأشخاص بسبب الصواعق في كل عام يصاب جزء منهم فقط بإصابة قاتلة ماذا عن هؤلاء الناجين، وآثار ضربة البرق منهكة وتستمر لعقود ولكن لماذا؟
ضربة البرق هي تفريغ كهربي ضخم بين طبقات معينة في الغلاف الجوي والأرض أو أي كائن محدد متصل بالأرض (الأرض هنا تمثل القطب السالب أو القطب المبدد للطاقة) يعتمد ذلك على شدة المجال الكهربي بينهما ولحظة إنكسار الهواء في المنطقة الفاصلة – حيث أن الهواء عازل للكهرباء ولكن مع شدة المجال الكهربي يحدث انكسار (تأين) لذرات الهواء وتصبح موصلة للكهرباء.
أما عن الشكل التي ترسمه الصاعقة فهو شيء عشوائي بحت يعتمد على متغيرات كثيرة لا نستطيع التنبؤ بها. الصاعقة يمكن أن تتسبب في تسخين الهواء المحيط إلى 50000 درجة فهرنهايت اي أكبر بخمس أضعاف من درجة حرارة الشمس وتحتوي على قدر كبير من الطاقة. ولكن كيف يمكننا البقاء على قيد الحياه بعد أن تضربنا صاعقة برق؟
عند التفكير في كل الطاقة والحرارة والكهرباء التي تشكل الصاعقة من الصعب تخيل أن ينجوا شخص منها ولكن أكثر الناس ينجون من ذلك، لأن البرق نادراً ما يمر عبر جسم الإنسان ولكن تناله ومضة كهربية وذلك لأن الأمطار موصلة للكهرباء (بسبب حموضتها او قلويتها) وبالتالي تكون موصلة للكهرباء أكثر من جسم الإنسان في معظم الحالات عندها تمر الصاعقة بجانبه وليست خلاله. وعندما يموت الناس لا يكون بسبب الصاعقة بل بسبب نوبة قلبية من التفريغ الكهربائي.
تؤثر ضربات البرق على جسم الإنسان بأن ترسم مسارات سير الكهرباء في الجسم على هيئة حروق أو تفجر للأوعية الدموية في الجسم كأنها غابة أو شجرة لها شكل جميل أحيانا إذا نجوت منها كما وتحول أي شيء معدني في جيبك أو في يدك إلى جمرة تسبب في حروق خطيرة او قد تشعل النار في ملابسك.
كما أن للصاعقة آثار على الدماغ البشري. ومن المدهش أن العديد من الناجين لا يتذكرون أنهم صعقوا بالبرق ويكون الدليل الوحيد على ذلك هو الحروق التي على الجسم. حيث إذا ما أصابت الدماغ مباشرة قد تتسبب في طهي الدماغ على سبيل المثال العديد من الناجين من الصاعقة يجدوا صعوبة في التركيز و فقدان في الذاكرة كلي أو جزئي وصداع شديد.