يجذب طلب تمرير ملح الطعام على المائدة نظرات إستنكارية، فمن المعروف أن الإكثار من الملح يزيد خطر الإصابة بأمراض كثيرة كارتفاع ضغط الدم، إلا أن دراسات أخرى أكدت أن الملح يساعد في مكافحة العدوى، فماهي منافع الملح ومضاره؟
يساعد الملح الفائض الجسم في مكافحة العدوى، حسبما أفادت دراسة جديدة تناولت سلبيات الملح وإيجابياته. وقال كارل لودفيغ ريش، المدير الإداري للمؤسسة الألمانية لأبحاث الصحة والمتخصص في الطب الفيزيائي والتأهيل، إن العلماء يناقشون بشكل عاطفي، وليس موضوعي دائما، آثار الملح، حتى أصبحوا في مرحلة ما “غير قادرين على رؤية أي وجهات نظر أخرى”.
المعروف بالتأكيد، أننا يجب أن نقطع مسارا طويلا قبل أن نفهم طبيعة الملح، الذي كان سلعة قيمة في القرون السابقة وعنصرا مهما لتوازن السوائل في الجسم وتشكيل العظام والنظام العصبي والهضم، وأضف إلى القائمة الجهاز المناعي، بحسب فريق من الباحثين الألمان والأميركيين.
من المعروف بالفعل أن الجسم يخزن فائض الصوديوم في الجلد. ولكن لماذا؟ أوضح الباحثون في مجلة “سيل ميتابوليزم” العلمية ومقرها الولايات المتحدة أن ايونات الصوديوم تتراكم في موقع عدوى الجلد البكتيرية في الإنسان والفئران. وأظهروا أن الصوديوم عزز الدفاع المناعي لدى الفئران. وقال جوناثان جانتش وهو أستاذ في معهد علوم الكائنات الدقيقة والصحة العامة التابع لمستشفى ريجنسبورج الجامعي وهو أيضا المؤلف الرئيس للدراسة إن “مخزون الملح يمكن الجلد من حماية نفسه من الميكروبات”.
وأضاف الباحثون أن هذا المخزون يساعد الجلد على حماية نفسه عن طريق تنشيط خلايا المناعة التي تسمى خلايا بلعمية التي تقتل العوامل المعدية. غير أن جانتش حذر من أنه يجب ألا ينظر للنتائج على أنه شيك على بياض لاستهلاك الملح بلا حدود.
وأردف “الذين يتناولون الكثير من الملح يواجهون خطر الإصابة بأمراض قلبية ووعائية”، مشيرا الى أن الدراسة ألقت ضوءا جديدا على المعدن الضار أيضا.
مما لا شك أن الملح له أهمية في مختلف أنواع وظائف الجسم. فلا يمكن للمرء أن يعيش بدونه حيث يمكن أن يضطرب توازن السوائل والمغذيات في خلايا الجسم، وكذلك عملية الأيض. ولهذا السبب يجب أن يحتوي جسم الإنسان على نحو 200 جرام من الملح وهو ما يمكن تذوقه على سبيل المثال في العرق والدموع.