“الحب” هو على الأرجح أصعب كلمة يمكن وضع تعريف لها، ومن أكثر المشاعر التي شغلت علماء النفس الذين خلصوا إلى أن هناك “آلية استقبال” للحب لدى كل شخص يجب أن تكون في مستوى “آلية إرسال” الشريك لتنشأ علاقة عاطفية متكاملة.
“أحبك” هي أشهر كلمات الحب في مختلف اللغات والثقافات، لكن فاعلية الجملة تختلف من شخص لآخر؛ وهو أمر يفسره العلماء بأن الكلمة يجب أن يكون لها مستوى “إرسال” و”استقبال” وبالتالي فهي تحقق أعلى فاعلية لها عند تساوي هذين المستويين.
فالرجل الذي يهمس لزوجته بكلمة “أحبك” أثناء عشاء رومانسي على ضوء الشموع، لن يجد رد الفعل الذي ينتظره إذا كان لدى زوجته استقبال بصري للحب، بمعنى أنها تحب أن تراه في صورة أفعال وليس كلمات، والعكس أيضا بالنسبة للمرأة التي يبلغ لها الحب ذروته عندما تسمع كلمات الحب من زوجها، لكنها ترتبط برجل يميل لإظهار الحب في صور سواء كانت هدايا أو لفتات عاطفية.
ويفسر العلماء الحب بأنه ينطوي على التزامات مهمة تختلف درجة تقييمها من شخص لآخر، وفي هذا السياق يقول الأخصائي النفسي، روبرت شتيرنبرغ، في تقرير نشرته مجلة “بريغيته” الألمانية على موقعه الالكتروني، إن الحب يتكون من ثلاث قيم وهي “الحميمية والارتباط والشغف”. وتنشأ السعادة عندما يتوافق تقييم نسبة كل من هذه المعاني بالنسبة للرجل والمرأة. فالرجل الذي يرى أن الحميمية هي أهم معنى في الحب، سيندهش عندما تعتبر زوجته أن مساعدته لها في أعمال المنزل، هي أفضل تعبير عن الحب.
ونظرا لاختلاف طبيعة البشر بحسب المرحلة العمرية والظروف الاجتماعية، فإن معدل الحب ودرجة التعبير عنه تتغير بشكل كبير، إذ تثبت العديد من الإحصائيات أن معدل السعادة في العلاقة العاطفية بين الزوجين يبدأ في التراجع بعد الطفل الأول، نتيجة لوجود المرأة والرجل تحت ضغوط عديدة في الحياة اليومية وعدم وجود وقت كاف لهما سويا.
وينصح الخبراء وفقا لتقرير “بريتيغته” بإدراك هذا التغيير ومعرفة أهمية التعبير عن الحب بشكل مستمر، بالصورة التي يفضلها الشريك، سواء أكانت سمعية أم بصرية. ويمكن التوصل لأفضل طريقة للتواصل بالحب عند معرفة كل طرف لأفضل طرق استقبال الطرف الآخر للحب، الأمر الذي يساعد على نمو هذه العلاقة حتى في أوقات الضغط العصبي والخلافات.