تعدّ المطاعم بمختلف أنواعها من أهم المقاصد والوجهات السياحية التي يقصدها السياح خلال رحلاتهم، ويظن الكثيرون أن السياحة الناجحة تكمن في تجربة جديدة يمارس من خلالها كل ما هو غير عادي، وينطبق هذا بطبيعة الحال على كل بنود الرحلة السياحية، بما فيها الطعام باعتباره واحداً من أهم تلك البنود، وقد اعتمد الكثيرون من أصحاب المطاعم على هذه الحقيقة، فبدؤوا باجتذاب السياح بتوفير أجواء غريبة تصل أحيانًا لحد الجنون، والغريب أنّ هذه الأفكار الغريبة وعلى الرغم من كونها مخيفة أحيانًا أو مثيرةً للاشمئزاز في أحيان أخرى، إلا أنها اجتذبت شريحة كبيرة من السياح الذين يؤمنون بأنّ الجنون ربما كان أحياناً من الفنون.
إليكم بعضاً من هذه المطاعم التي تميزت واشتهرت بطبيعتها وأجوائها الغريبة:
Heart Attack Grill: أو مشاوي النوبة القلبية هو مطعم أميركي يقلب كل موازين الطعام التي تحاول أن تتميز بها غالبية المطاعم، فهذا المطعم الأميركي الجميل له أكثر من فرع في دالاس وفي لاس فيغاس، ومبدأ هذا المطعم هو تقديم وجبات دسمة مكونة من الهمبرغر ومشتقاتها بعكس المطاعم الأخرى، التي تعتمد على تقليل السعرات الحرارية لاجتذاب الزبائن، ويحارب هذا المطعم الساخر بطبيعته الخوف والقلق الزائد من النوبات القلبية الناتجة عن السمنة، وتعتبر الديكورات الخاصة به أكبر دليل على ذلك، فهذه الديكورات ما هي إلا ديكورات غرفة عمليات، وتلبس النادلات فيه زي ممرضات يقدمن لك الطعام الدسم وأنت في غرفة العمليات كنوع من التحدي، بل إنّ السخرية المتناهية تكمن في تقديم هذا المطعم لوجبات مجانية لمن يفوق وزنهم الـ175كلغ.
عشاء في السجن: لو رغبت يوما بأن تشعر بأنك سجين، وأن تمارس حياتك من داخل السجن كأحد نزلائه فعليك مباشرة أن تزور مطعم فوتيسا موديسا في مدينة فولتيرا في إيطاليا، فهذا المطعم يضعك في أجواء السجن تماماً بل هو في الحقيقة عبارة عن سجن حقيقي أقيم قبل ما يقارب الـ500 عام، وقد توقف العمل به بشكل رسمي ليتحول بعد ذلك إلى وجهة سياحية، والجميل في الأمر أنك عند دخولك للمكان تتعرض لتفتيش أمني يشرف عليه شخص بزي عسكري، ومن ثم تتوجه للطاولات البسيطة التي تخدم السجناء في العادة؛ ليقدم لك بعدها الطعام اللذيذ، ولكن في أوانٍ بلاستيكية كما هي العادة في السجون. فإن لم تكن من أرباب السوابق، ولم تجرب الدخول للسجن فعليك خوض التجربة باعتبارها فعلاً تجربة فريدة.
مطعم المرحاض أو MODERN TOILET RESTAURANT في تايوان صاحب فكرة ربما تبدو للوهلة الأولى مثيرة للاشمئزاز، وهي كذلك فعلاً، فهذا المطعم يقدم وجباته الساخنة واللذيذة في مراحيض صغيرة أعدت لهذا الغرض، فكرة المطعم غريبة جداً، وموافقة السلطات المعنية على هكذا فكرة تعتبر غريبةً جداً أيضاً، ولكن الأغرب من هذا كله الإقبال الكبير جداً على هذا المطعم، حتى إنك أحياناً تضطر للانتظار لساعات لتتمكن من الجلوس والحصول على مرحاضك.
Dinner in the Sky، “عشاء في السماء” هو اسم المطعم الذي نتناول به الطعام في بروكسل، وفكرة هذا المطعم هي فكرة لا تناسب من يخافون المرتفعات، فهو يتسع لزهاء 22 زبوناً يقوم برفعهم على قاعدة ثابتة لمسافة الـ50 متراً فوق سطح الأرض؛ ليبدأ بعدها ثلاث طهاة بارعين بتقديم وجبات مميزة للزبائن، الذين يدفع كل شخص فيهم ما يقارب الـ8000 يورو لخوض هذه التجربة.
أطباق مجانية للأكثر وسامة: في مدينة تشانج شو الصينية في مقاطعة هينان الشرقية يقوم مطعم كوري هناك باجتذاب الزبائن بطريقة مختلفة قليلاً، فقد أعلن عن وجبات مجانية لأكثر خمسة أشخاص وسامة يدخلون المطعم يوميّاً، حيث يقوم العاملون في المطعم بتصوير كل الأشخاص في لحظة دخولهم المطعم، ليقوم بعد ذلك فريق من أخصائيي التجميل باختيار أكثر خمسة منهم وسامة، ويقوم المطعم بتكريمهم على الملأ بالإعلان عن ذلك وتقديم وجبات مجانية لهم، وقد راقت الفكرة على ما يبدو للكثيرين؛ ليصبح المطعم واحداً من أهم مراكز المنافسة على الجمال في المنطقة؛ مما ساهم بزيادة رواده بشكل فاق المتوقع.
مقهى الكوارث أو Disaster Café في إسبانيا هو مقهى أعلن ويعلن دائماً أنه يحارب الملل بطريقة مختلفة عن نظرائه، فهذا المقهى مجهز تماماً لمقاومة أي هزة أرضية شديدة ومصمم بكل معداته لهذا الغرض، والأجمل من ذلك أنك وفي وقت محدد تتعرض لهزة أرضية صناعية تصل لـ7. 5 درجة على مقياس رختر حيث تهتز قاعة المقهى بكل ما فيها لمدة ثوانٍ معدودة، وهو الأمر الذي لاقى اهتمام الكثيرين خاصة ممن لم يخوضوا تجربة الزلزال أو الشعور به، وأصبح واحداً من المطاعم الأكثر استقبالاً للزبائن في إسبانيا.
في هذا المطعم… الكل عميان: هو في الحقيقة ليس مطعماً واحداً بل سلسلة من المطاعم في باريس وبرشلونة ولندن، وهي سلسلة مطاعم Dans Le Noir، وفي هذه السلسلة الغريبة من المطاعم فالآية مقلوبة، حيث يغرق المطعم في ظلام دامس؛ لكي يشعر الزبون بأنه أعمى، ولكي لا يعتمد على عينيه في السير أو اختيار الأطباق أو الجلوس، ولكن المفاجأة أنّ من يقوم بخدمته هم العاملون في المطعم وكلهم من العميان، وبطبيعة الحال فالمطعم مجهز سواءً من حيث توزيع الطاولات والمقاعد، أو حتى قوائم اختيار الطعام، أو الأطباق ونوعياتها كلها مجهزة لاستخدام العميان.