تمكّن العلماء من خلال متابعتهم لعمل دماغ الغراب، من إكتشاف منطقة فيه مسؤولة عن إحتساب وعدّ الأشياء، وهذا برهان على ان الغربان تتمكن من إحتساب الأشياء بمستوى طفل عمره 5 سنوات.
حاولت الباحثة هيلين ديتز وزميلها اندرياس نايدر من جامعة توبينغن الألمانية التحقق من قدرة الغربان على احتساب الأشياء، وسبق ان أثبت العلماء ان طائر الحمام يتمكن من التمييز بين الارقام من 1 الى 9 واختيار الأكبر. لم يتفق جميع علماء فيزيولوجيا الأعصاب مع هذا القول، معللين ذلك بأن الحمام يمكن ان يعتمد على علامات غير ملحوظة للعلماء.
وقررت ديتز وزميلها تطبيق هذه الفكرة على الغربان، بإستخدام ألعاب كمبيوتر مماثلة لإختبارات الحمام، وكان الباحثان ينظفان شاشة الكمبيوتر قبل كل إختبار، ومن ثم تظهر عليها عدة نقاط (دوائر) كان على الغربان احتسابها ومن ثم “رسمها” بمناقيرها على الشاشة، بعد إزالة النقاط التي عرضت عليها، غير الباحثان حجم ومقاس هذه النقاط بإستمرار، لاستبعاد إحتمال تعوّد الغربان على شكلها. تابع الباحثان عمل دماغ الغربان في كل مرحلة من مراحل الاختبارات، مسجلين المناطق الأكثر نشاطا فيه.
وبيّنت نتائج هذه المتابعة ان كل عدد، بغض النظر عن شكله وموقعه على الشاشة، كانت مجموعة خلايا عصبية في دماغ الغربان مسؤولة عن الاجابة عليه. واتضح للعلماء ان الغربان تفهم عدد الأشياء التي امامها بغض النظر عن حجم هذه الأعداد وموقعها، وعندما يكون الفرق بين عدد الأشياء المعروضة صغيرا، تلاقي صعوبة في التعرف عليها، ولكن بزيادة هذا الفرق، كانت الغربان تتعرف أسرع واسهل على العدد.