تكتظ شوارع المدن العربية والإسلامية في شهر رمضان بالموائد التي يفيض من أطعمتها الكثير، والتي لو وجدت طريقها للجياع لسدت أفواه ملايين حول العالم.
ففي مصر، تشير تقديرات حكومية إلى أن تكلفة “موائد الرحمن”، على مستوى مدن الجمهورية الرئيسية، تبلغ نحو نصف مليار جنيه، وتشمل أكثر من 13 ألف مائدة، يتردد عليها قرابة مليوني شخص.
وعادة ما يفيض عن هذه الموائد كميات كبيرة من الأطعمة، التي لا تصل إلى كثير من الفقراء داخل البلاد، رغم جهود الجمعيات الخيرية والمتطوعين، في جمع وإعادة توزيع هذه الفوائض.
وفي السعودية، فإن عدد فائض الأطعمة خلال الشهر الفضيل لدى جمعية واحدة هي “إطعام”، في المنطقة الشرقية فقط -في سنوات سابقة-، وصل أكثر من 3 آلاف وجبة يومياً، ومع نهاية الشهر وصل إلى 150 ألف وجبة.
وتشير تقديرات جمعية حماية المستهلك في السعودية إلى أن نسبة الهدر في المواد الغذائية في المملكة وبقية دول الخليج تتراوح بين 50 و70 بالمائة خلال الأيام العادية. ترتفع هذه النسبة بطبيعة الحال في شهر رمضان.
وفي مدينة مثل أبو ظبي، تشكل النفايات العضوية ما يقارب 39 بالمائة من إجمالي النفايات المنزلية، وتقدر نسبة النفايات الغذائية بنحو 20 بالمائة.
ويقابل هذا الهدر في رمضان وغيره، وجود 795 مليون جائع في العالم، بحسب أحدث تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” في مايو الماضي.
وتشير تقديرات المنظمة إلى هدر مليار و300 مليون طن من الأغذية سنويا، في المقابل فإن شخصاً واحداً من بين كل سبعة أشخاص في العالم ينام جائعا، وأن حوالي 20 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون كل يوم من الجوع.