تمكن علماء بريطانيون من فك اللغز الذي حير البشرية طوال قرون طويلة، حيث فسروا كيفية حدوث الصواعق والبرق وأسبابها، بما يمكن أن يتيح للمتنبئين الجويين لاحقاً توقع حدوثها، وتجنب أضرارها. وقال العلماء إن الصواعق والبرق تحدث عندما تصطدم جزيئات متجمدة مع الغيوم خلال العواصف بما يوجد على الفور تياراً كهربائياً ضخماً يتم تفريغه بالبرق الذي يراه الناس.
وفيما يتفق العلماء بشأن كيفية حدوث البرق بشكل عام فإنهم ينقسمون حول كيفية ولادة طاقة تتحول إلى صاعقة كبيرة لدرجة كافية أن تصل إلى الأرض. وبحسب الباحثين في جامعة “ريدنج” البريطانية فإن التيارات الناتجة عن الشمس من قبل جزيئات طاقة عالية، والتي تُسمى “الرياح الشمسية” تقوم بإيجاد الطريق الذي يستخدمه البرق من أجل الوصول إلى الأرض، وعندها تتحول الطاقة الناتجة في السماء إلى صواعق تضرب الأرض.
ويقول الباحثون إن الرياح الشمسية التي تقوم بدفع الجزيئات بسرعة خارقة تبلغ نحو مليون ميل في الساعة، هي التي تقوم بإيجاد الطريق اللازم لإرسال الصاعقة من السماء إلى الأرض. وبحسب الباحثين فإن “الأشعة الكونية” تمثل مصدراً آخر محتملاً للجزيئات المشحونة التي تنتج الصواعق والبرق، وتأتي هذه الأشعة من عمليات انفجار لنجوم في الطرف الآخر من الكون.
ومن المفترض أن تكون هذه النتائج التي توصل إليها الباحثون البريطانيون مفيدة للمتنبئين الجويين، في الوقت الذي تقوم فيه وكالة ناسا الفضائية الأميركية برصد التيارات التي تنتج عن الجزيئات المشحونة التي يدور الحديث عنها، وتتمكن من خلال ذلك بالتنبؤ بالعواصف والأعاصير الخطرة قبل حدوثها بأسابيع.
وقال الدكتور كريس سكوت، من فريق البحث التابع لجامعة “ريدنج” البريطانية إن “حدوث الصواعق وتمكنها من اختراق الهواء يتطلب طاقة أكبر بكثير من تلك الموجودة في الغيوم، حيث أظهرت الاختبارات أن الطاقة المطلوبة لذلك تصل إلى 150 كيلوفولت لكل متر من أجل إيجاد الصاعقة، فيما علينا أن نتوقع بشكل عام أن الطاقة الموجودة في الغيوم لا تزيد عن 30 كيلوفولت لكل متر فقط”.
وأضاف: “نحن نعتقد أن تيارات الرياح الشمسية عالية السرعة تزودنا بطاقة كافية فقط لإثارة الصواعق داخل الغيوم، والتي تكون جاهزة لتخرج”. ويقول سكوت إن “هذه المعلومات من شأنها أن تكون مفيدة عندما يتم التنبؤ بالأحوال الجوية على المدى البعيد”.
وقام فريق البحث بتحليل حركة الصواعق التي ضربت بريطانيا خلال الفترة من عام 2000 وحتى عام 2005 من أجل التوصل الى هذه النتائج. وتبين أنه خلال أربعين يوماً من وصول الرياح الشمسية فإن متوسط الصواعق التي ضربت المملكة المتحدة كان 422 مرة، أما في الأربعين يوماً التي تسبق وصول الرياح الشمسية فإن متوسط عدد الصواعق التي ضربت بريطانيا كان 321 مرة فقط، وهو ما يؤكد الارتباط الذي يدور الحديث عنه بين هذه الرياح وبين وصول الصواعق إلى الأرض.
وقالت جريدة “ديلي ميل” البريطانية التي استعرضت نتائج الدراسة في تقرير لها إن 24 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم يموتون بسبب الصواعق التي تضرب الأرض بين الحين والآخر.