برودة القدمين مزعجة لكنها في كثير من الأحيان غير مضرة، باستثناء حالات يحذر منها خبراء الصحة، حيث تعتبر في بعض الأحيان مؤشرا على أمراض خطيرة. فما هي هذه الأمراض؟ وما هي أفضل وسيلة لتدفئة القدمين؟
يعاني البعض من مشكلة برودة القدمين، وغالبا ما تكون هذه الظاهرة غير خطيرة، لكن أحيانا قد تكون مؤشرا على الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، منها تلف الأعصاب نتيجة الإصابة بمرض السكري. وإلى جانب برودة القدمين، ينتاب البعض شعور مزعج أثناء المشي ما ينذر بوجود وجود اضطرابات عصبية تؤثر على تنظيم عملية تبريد وتدفئة القدمين.
تتحكم الأعصاب في تدفق الدم، وينتج عن انخفاض كمية الدم التي تصل إلى القدمين زيادة في برودة القدمين، فضلا عن انخفاض كمية الأوكسجين والغذاء التي تصل إليهما. وعبر قياس ضغط الدم في إصبع القدم الكبير، يمكن لأخصائي الأوعية الدموية معرفة كمية الدم التي تصل إلى القدمين، وخصوصاً بالنسبة لمرضى السكري. فإذا كان المريض لديه مشكلة في الشرايين الصغيرة، عندها يكون من الضروري ضبط مستوى السكر في الدم بشكل مثالي، ولدى وجود انسداد في الأوعية الكبرى عندها لابد من إجراء قسطرة لتسهيل تدفق الدم إلى القدمين من جديد.
العرج المتقطع من أسباب برودة القدمين
ووفقا لموقع “غيزوندهايت هويته” المتخصص في قضايا الصحة فإن برودة القدمين قد يكون سببها الإصابة بمرض “العرج المتقطع” والمسمى في ألمانيا بمرض “واجهات المحلات” ، إذ يشعر المصاب بهذا المرض بتشنج مؤلم في عضلة الساق، يعيقه عن الحركة لدى بذل أي مجهود حتى لو كان السير لمسافة قصيرة.
وفي حديثه مع DW عربية يرجع الطبيب هاشم الحزمي أخصائي جراحة القلب والأوعية في برلين سبب هذا المرض، إلى وجود ترسبات كلسية تسبب تضيق في شريان الساق، ما يمنع وصول الأوكسجين إلى العضلات، ويؤكد الطبيب الحزمي على ضرورة علاج “العرج المتقطع”، فعدم وصول الأوكسجين إلى الأنسجة قد يؤدي إلى تلفها، وإهمال العلاج قد يؤدي في أسوأ الحالات إلى بتر الساق. ويعد المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، على حدّ اعتبار الحزمي.
ويمكن لأخصائي الأوعية الدموية وبواسطة فحص بالأمواج فوق الصوتية قياس تدفق الدم في الأوعية وتقيم شدة الاضطرابات الدموية بشكل مثالي. علما أن انسداد الأوعية الدموية في الساقين لا يمكن علاجه بالأدوية، بل لابد من إجراء تدخل جراحي.
أفضل وسيلة لمواجهة برودة القدمين
وفي حديثها مع الموقع الالكتروني للمحطة الألمانية “NDR”، تشير الطبيبة الألمانية زيغريد نيكول، وهي أخصائية في الأوعية الدموية، إلى أن برودة القدمين غالبا ما يكون سببها اضطراب وظيفي غير ضار، كانخفاض ضغط الدم أو تغيرات هرمونية. مشيرة إلى أن النساء هم أكثر عرضة لبرودة القدمين من الرجال. علما أن العلاج المنزلي هو الأفضل لمواجهة برودة القدمين، وذلك بارتداء أحذية سميكة وجوارب ملائمة والكمادات الساخنة.
كما تنصح نيكول أولئك الذين يعانون من برودة في أقدامهم، بدهنها بكريمات حرارية تعزز الدورة الدموية، إذ تحتوي هذه الكريمات على مواد منشطة للدورة الدموية، مثل الكابسايسين وبعض الزيوت العطرية مثل اللافندر والنعناع وغيرها. علما أن هناك بعض المواد الغذائية التي تساعد على التخلص من مشكلة برودة القدمين، كالوجبات التي تحتوي على الفلفل الحار والثوم والزنجبيل والخردل، فهذه المواد تساعد على تدفئة الجسم وتنشط الدورة الدموية.