تضطر ظروف الحياة بعض الناس لتقليل ساعات النوم وعدم الحصول على القسط المطلوب من النوم، وهو أمر يزيد من خطورة الإصابة بالسكري. لكن الخبر الجيد هو أن تعويض هذا النقص في النوم يعيد الأمور لمجراها الطبيعي سريعا، لكن بشروط!
لقلة النوم العديد من الآثار السلبية على الصحة والحالة المزاجية، لكن قلة النوم من الممكن أن تؤدي أيضا للإصابة بمرض السكري لاسيما النوع الثاني منه. فعدم الحصول على النوم الكافي لعدة ليال يؤثر على حساسية الخلايا تجاه الإنسولين، لكن الخبر الجيد هو أن النوم الكافي بعد ذلك يمكنه ضبط الاضطراب في عملية الأيض واستعادة الإيقاع السليم للجسم سريعا.
وأجرى باحثون أميركيون من جامعة كولورادو، دراسة على 19 شخصا من الأصحاء الذين يتمتعوا بوزن مثالي. وفي بداية الدراسة، حصل المشاركون على قسط وفير من النوم (8 ساعات ونصف) يوميا ولمدة 4 أيام مع تناول وجبات غذائية محسوبة بعناية.
أما في الليالي الأربعة التالية، فحصل كل من المشاركين في الدراسة على 4 ساعات ونصف فقط من النوم وفي الليلة التاسعة من التجربة، سمح لهم بالنوم لمدة 12 ساعة كاملة، ثم 10 ساعات في الليلة الاتية. وفي عقب كل مرحلة تم فحص دم المشاركين لرصد حساسية الخلايا تجاه الإنسولين.
وخلصت النتائج التي نشرها موقع “نت دكتور” النمساوي، إلى أن الخلل في النوم يؤثر بشدة على نسبة السكر في الجسم كما يقلل من الحساسية تجاه الإنسولين بمقدار 25 في المئة تقريبا. لكن بعد تعويض الفائت من النوم لاحظ العلماء عودة عملية الأيض ونظام الجسم بالكامل للمستوى الطبيعي. وبلغت نسبة خطورة الإصابة بالسكري في أعقاب الفترة التي قضى فيها المشاركون في الدراسة عدة ليال دون نوم كاف، نحو 16 في المئة.
ولخصت إسراء تاسالي، الباحثة بجامعة شيكاغو والمشاركة في الدراسة، نتائج البحث بقولها: “خلصنا إلى أن الشباب الأصحاء الذين يحصلون على القليل من النوم خلال الأسبوع، بوسعهم تقليل مخاطر الإصابة بالسكري إذا عوضوا ما فاتهم من النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع.
سبق وربطت العديد من الدراسات بين قلة أو اضطراب النوم وبين السمنة ومن ثم الإصابة بالنوع الثاني من السكري. ويؤدي اضطراب النوم بشكل عام، لخلل كبير في عملية الأيض. ولم يتفق العلماء حتى الآن على تحديد الآلية المؤكدة التي تؤثر بها قلة النوم على الأيض، لكن باحثين ألمان رجحوا أن اضطراب النوم يؤثر على تنظيم إنتاج الجلوكوز وبعض الدهون غير المشبعة وبالتالي تغير من درجة مقاومة الخلايا للإنسولين، وفقا لموقع “pharmazeutische-zeitung” الألماني.
ولاحظ الخبراء أن الآثار السلبية لقلة النوم تظهر على الفور بعد ليلتين فقط إذ تتأثر نسبة السكر في الدم ومعدل إفراز الإنسولين بشكل واضح، وهو أمر يمكن تجاوزه بسهولة عند تعويض ساعات النوم. لكن المشكلة تكمن عندما يحرم الجسم من النوم لأيام طويلة، إذ يصير من الصعب تعويض الأمر وتتحول التغيرات في عملية الأيض من الشكل العابر إلى المزمن.
وينصح الخبراء بـ”النوم المثالي” المتمثل في النوم ليلا لفترة بين 7 إلى 8 ساعات مع التخلي عن العقاقير المنومة أو الكحوليات.