لا تظنن أنّ صعوبات حياتكم اليومية تبرّر أوجاع أعناقكم، فأجدادكم وجدّاتكم كانوا يشقون أضعاف جهدكم اليومي. ورغم ذلك غابت عن معظمهم مشكلات أوجاع العنق، ويبدو أن الراحة الزائدة التي تنعمون بها هي السبب الأساس لهذه الأوجاع. تعتبر أوجاع العنق ومشكلاته “مرض العصر”، وهي ناتجة عن العوامل التكنولوجية والحياتية العصرية التي يعيشها معظم سكّان الأرض.
وفي هذا السياق، أشار الأخصائي في جراحة العظام والمفاصل الدكتور فادي سعد، في مقال في صحيفة “الجمهورية” للكاتبة جنى جبّور إلى أن “آلام العنق هي المسبّب الأول لتوافد المرضى إلى عياداتنا في الوقت الحالي، ويعود ذلك للأسباب المتنوّعة الكامنة خلف هذه الآلام. ويمكن أن يكون العنق نفسه هو السبب، أو يمكن أن يُشير إلى مشكلات صحية أخرى، أو حتى إلى وجود أورام في الدماغ”.
وعدّد أسباب آلام العنق بحسب جدّية كل منها: تشنّج العضل، التكلّس، الديسك. ولفت إلى ان آلام العنق يمكن ان تشير إلى مشكلات أكثر جدّية، فالسببب الرئيس والأكثر شيوعاً هو المشكلات العصبية التي ترتبط بها التشنّجات العصبية، بالإضافة إلى وجود ورم في الدماغ أو مشكلات صحّية أخرى، كنقص في الفيتامين “د” والمرارة. نصف الذين يعانون من أمراض العنق تكون مشكلتهم بسبب تشنّجات وأمراض عصبية أو أسباب نفسية، ولمعرفة سبب الوجع أو مصدره، على المريض التوجّه عند الطبيب المختصّ للكشف عليه.
كذلك، فإن أسلوب حياتنا اليومي، خصوصاً التوتر الموجود بكميّات هائلة، هو السبب الأساس لأوجاع العنق. فتطوّر نمط الحياة مرتبط حكماً بالتوتر الذي يسبّب أوجاعاً على مستوى العنق والظهر والمعدة، بالإضافة الى الإفراط في استعمال وسائل التكنولوجيا بطريقة لا تحترم الوضعية المناسبة للعنق.
ولا يخفى على أحد أهمية التمارين الرياضية، إذ نصح الدكتور سعد بـ”وجوب القيام بالتمارين الرياضية، وخصوصاً تمارين العنق التي تحدّ من آلام الرقبة وتبعد منّا خطر الإصابة، وتخفّف التوتر”. كما نصح بـ”معالجة التوتر من خلال اليوغا، والقراءة، والاستماع الى الموسيقى”، مشدّداً على “ضرورة احترام وضعية العنق في طريقة الجلوس، بحيث أن يكون العنق مستقيماً خلال مشاهدتنا التلفاز أو العمل على الكومبيوتر، أو استعمال الهاتف الذكي، فمن الضروري أن يكون الجهاز الذي نستعمله مقابل أعيننا، للحدّ من أوجاع العنق”.