تقوم شركة “مايكروسوفت” حالياً باختبار طريقة جديدة لتخزين المعلومات عن طريق الحمض النووي، حيث تأمل الشركة في التوصل لطريقة جديدة ذات كفاءة عالية وتسمح بتخزين البيانات لفترات أطول لمواكبة النمو الحالي لها، وهو ما أصبح أمراً هاماً للغاية حالياً، وخصوصاً مع تضاعف حجم البيانات في العالم سنوياً، وصعوبة تخزين هذه الكميات الهائلة من البيانات بالطرق التقليدية.
وأخيرا، قامت “مايكروسوفت” بشراء ملايين الخيوط الجزيئية، حيث تُخزن أجسام الكائنات الحية المعلومات عن نفسها، لاختبار إمكانية تسخيرها لتخزين أنواع أخرى من المعلومات أيضاً.
ويستطيع الحمض النووي تخزين 1 تيرا بايت من البيانات في حجم يصل إلى 1 غرام فقط، ما يجعله أكثر كفاءة من أي صورة تخزينية أخرى تم اكتشافها في عالم الكمبيوتر، كما أنه يتمكّن من الاحتفاظ بالبيانات لفترة أطول، وهو ما نراه من خلال استمرار الحمض النووي لحيوانات الماموث الصوفية بعد عشرات الآلاف من الأعوام من انقراضها. ويعتقد الخبراء أن تخزين البيانات في الحمض النووي قد يمنحها الفرصة لتعيش لأكثر من 2000 عام، ما يجعلها أطول عمراً بكثير من وسائل التخزين المعروفة.
تكمن مشكلة الحمض النووي الحالية في ارتفاع سعره، حيث أن الشركة الأميركية الناشئة التي اشترت منها “مايكروسوفت” الأحماض النووية تبيعها بسعر 10 سنتات للحمض الواحد، على الرغم من أنها تأمل في أن يكون السعر أقل بكثير في المستقبل. الوصول للأحماض النووية أمر مكلف أيضاً، حيث أنه يعتمد على التسلسل الجيني، على الرغم من أن السعر قد انخفض بصورة هائلة، حيث كانت تكلفة مشروع الجينوم البشري خلال 13 عاماً منذ انطلاقه عام 1990 هي 3 بلايين دولار، إلا أن الأمر يكلف حالياً قرابة 1000 دولار أميركي.
وتقول “مايكروسوفت” أنها تمكنت من استعادة جميع البيانات خلال التجارب الأولية لهذه التكنولوجيا. ويقول دوج كارميان، المسؤول عن هذه التكنولوجيا الجديدة في الشركة “ما زلنا على بعد أعوام من إنتاج منتج تجاري، ولكن تجاربنا الأولية توضح أننا سنتمكن في المستقبل من تخزين البيانات بكثافة أكبر وبجودة تخزينية أعلى”.