“هناك حاجة ملحة وواضحة” للحد من ارتفاع درجات الحرارة، وذلك لحماية مواقع هامة من الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب مياه البحار وتجنب طقس أكثر قسوة.
يُشكل تغير المناخ الآن أكبر التهديدات لمواقع التراث الأكثر شهرة في العالم. بما في ذلك جزر جالاباجوس، وتمثال الحرية، وجزيرة الفصح، ومدينة البندقية، وفقاً لتقرير صدر تحت رعاية الأمم المتحدة، ونشرته الغارديان البريطانية.
درس الباحثون 31 مواقعاً من مواقع التراث العالمي الطبيعية والثقافية في 29 دولة مختلفة من بين الدول المُعرضة لنواتج تغيُر المناخ مثل: ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الأنهار الجليدية، وارتفاع منسوب مياه البحار، وحلول طقس أكثر شدة، وتفاقم الجفاف، وزيادة مدة مواسم حرائق الغابات. كما يعتقدون أن هذا العدد لا يُمثل إلا قمة جبل الثلج.
خلُصت الدراسة التي أجراها اتحاد العلماء المهتمين (UCS)، مع مؤسسة اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إلى أن “هناك حاجة ملحة وواضحة” للحد من ارتفاع درجات الحرارة لحماية مواقع التراث الرئيسي.
تمثال الحرية في نيويورك هو أحد المواقع المعرضة للخطر من ارتفاع مستوى البحر والعواصف، وقد اتضح هذا الأمر بشدة حين حدث إعصار ساندي عام 2012. تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري لارتفاع مستوى البحر وزيادة مخاطر الفيضانات والجفاف بالإضافة لزيادة ضراوة العواصف، وكل النتائج السابقة من الممكن أن تتسبب بأضرار بالغة.
كما تم اعتبار جزر جالاباجوس، حيث وضع تشارلز داروين بذور نظريته الشهيرة عن التطور، بالإضافة للعديد من مواقع الآثار والعجائب الطبيعية بداية من ميناء قرطاجنة في كولومبيا حتى حديقة شيريتوكو الوطنية في اليابان تحت التهديد.
كما يُمكن أن تتضرر بشدة غيرها من المواقع التي تجلب عائدات سياحة مهمة، مثل حديقة بويندي الوطنية المنيعة بأوغندا، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤثر على بيئة الغوريلا الجبلية المهددة بالانقراض.
ستونهنغ، دائرة التماثيل الحجرية التي يبلغ عمرها 5000 عام التي لا يزال غرضها الأصلي غامضاً، هو موقع آخر ضمن أكثر من 30 مواقعاً من التراث العالمي العظيم يقع تحت تهديد الفيضانات المحلية المرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري.
قال آدم ماركهام، المعد الرئيسي لهذا التقرير: “تغير المناخ يؤثر على مواقع التراث العالمي في جميع أنحاء العالم. بعض التماثيل بجزيرة الفصح مُعرضة لخطر الضياع في البحر بسبب تآكل السواحل”. كما أشار إلى الشعاب المرجانية، التي ابيضّ لونها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة للتهديد الواقع على الحياة البرية التي تحيا في المناطق المتضررة، وكذلك السياحة، التي تعتبر مصدراً هاماً للدخل ما يساعد على الحفاظ على العديد من هذه المواقع.
قال العلماء المشاركون في التقرير إن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بحيث لا يزيد ارتفاع درجة الحرارة على درجتين سيلزيوس أمر ضروري للغاية. ويعتبر العلماء هذا الرقم بمثابة الحد الآمن الذي إذا تخطيناه فستكون الآثار مُدمرة وغير قابلة للإصلاح. اتفقت الحكومات في مؤتمر المناخ التاريخي في كانون الأول الماضي على أنها ستخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى المستوى المطلوب لمنع ارتفاع درجات الحرارة زيادة على الحد الآمن.
قال ماركهام: “الآن، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى أن تدعم الدول للوعود التي قطعتها في باريس بالعمل”.
وأضاف أن “هذا مُجرد قمة قبل الثلج” هناك حاجة ماسة للمزيد من الرصد للمواقع الهامة. فوفقاً للعلماء، الشعاب المرجانية على وجه الخصوص قد وصلت الى نقطة حرجة.
وأوضح ماركهام: “ليس هناك تهديد آخر – غير تغير المناخ – له نفس التأثير على العديد من مواقع التراث العالمي، ولديه قدرة كبيرة على إحداث دمار”. ووافق مؤلفان آخران مُشاركان في البحث أن من المُرجح أن تقييم التقرير – للمواقع المُعرضة للخطر – أقل من الحقيقي.