كان اكتشافاً أكثر أهمية لمسؤولي فك الشفرات العاملين مع قوات الحلفاء من ماكينة إنيجما الألمانية، حيث كان يمنح القيادة النازية تشفيراً، إذا ما تم فك رموزه يساعد على إنهاء الحرب العالمية الثانية وتحقيق تقدمٍ هائل في مجال الحسابات الحديثة.
وبعد أقل من 80 عاماً، لم تكن هذه الآلة بالنسبة لامرأة بسيطة في إيسكس ببريطانيا سوى آلة تلغراف عتيقة يكسوها التراب ملقاة في حديقة المنزل، وفقاً لتقرير لصحيفة الغارديانالبريطانية.
ومع ذلك، بعد أن شاهد أحد المتطوعين العاملين مع المتحف القومي لنظم الحاسبات إعلاناً على موقع إيباي هذا الأسبوع (الأسبوع الرابع من مايو/أيار 2016) تم إنقاذ مبرقة لورينز العسكرية النادرة، بما يكشف عن الجزء الأخير ضمن الجهود الدولية لإعادة بناء كامل معدات التشفير الخاصة بهتلر.
المكونات الناقصة
وبعد العثور على هذا الجهاز على موقع المزادات الإلكتروني وتلقي قرض طويل الأجل من متحف القوات المسلحة النرويجية في أوسلو لصالح ماكينة تشفير Lorenz SZ42، يبحث المتحف القومي لنظم الحاسبات حالياً عن الأجزاء الأخيرة من أجل إعادة تشغيل جهاز التشفير.
وقال جون ويتر، “المهندس المتطوع للعمل مع المتحف القومي للقيام بهذه المهمة”، يتعين استبدال بعض المكونات المفقودة وخاصة محرك الأقراص، الذي يمثل المكون التالي الذي سنتولى البحث عنه”.
يدعو ويتر وزملاؤه الجميع في أنحاء الدولة للبحث في سقيفات منازلهم وغرفها العلوية عن الجهاز، الذي يشبه كرة الرجبي الصغيرة المزودة بأعمدة دوران بارزة من كلا الطرفين.
إنها المصادفة وحدها هي التي أدت إلى توصل المتحف إلى مبرقة لورينز، بعد أن وجدت معروضة للبيع.
وذكر ويتر “اعتقد أنها وصفت بكونها جهاز تلغراف، ولكننا أدركنا أنها مبرقة لورينز”.
لقد اتصلوا بالبائع وتوجهوا إلى إيسكس لإلقاء نظرة بأنفسهم. وقال ويتر “صحبنا المالك إلى غرفة بالحديقة حيث كانت تتواجد مبرقة لورينز في حقيبتها الأصلية”. وقاموا بالحصول عليها مقابل 9.5 جنيه إسترليني (حوالي 15 دولاراً).
ومع ذلك، فإن القيمة الحقيقية لعملية الشراء لم تتضح بعد. وبعد تنظيف الماكينة في بليتشلي بارك حيث مقرّ المتحف، وجدوا أنها مبرقة عسكرية أصلية مزودة بصليب معقوف ومفتاح خاص بشارة Waffen-SS الطنانة.
وإلى جانب آلة التشفير من النرويج، تستكمل المبرقة مجموعة المتحف الخاصة بمعدات التشفير والاعتراض وفك الشفرات، بما يسمح لهم برواية القصة حول تمكن الحلفاء من فك الشفرات السرية لألمانيا من البداية للنهاية.
وبعد الاستماع إلى قصة اكتشاف المبرقة على إذاعة BBC يوم الأحد، تمنى اثنان من الطلاب السابقين بمدرسة فينشلي بلندن العثور على محرك الأقراص.
وذكر أحدهما أنه لن ينسى مطلقاً رؤية محرك على الخزانة بمكتب مدير المدرسة حينما كان يتعرض للضرب بالعصا.
وقال آخر أن هناك ماكينة لورينز في مكتب المدير. ويسعى المتحف القومي إلى التوصل إلى أي أدلة.
كيف تم فك شفرتها؟
وقد أمكن فك تشفير جهاز لورينز، الأكثر تعقيداً من جهاز إنيجما الشهير، بفضل عالم الرياضيات بيل توت، الذي استنتج تصميم ماكينة لورينز دون أن يراه مطلقاً.
أدى حل تلك المشكلة إلى إنشاء هيكل ضخم، وهو أكبر حاسب آلي قابل للبرمجة اخترعه تومي فلاورز مهندس مكتب البريد لتحديد مواضع العجلات بماكينة تشفير لورينز والحد من الزمن اللازم لفك تشفير الرسائل من أسابيع إلى ساعات.
ويرجع الفضل إلى فك شفرات رسائل لورينز السرية في تقليل مدة الحرب وإنقاذ عددٍ لا حصر له من الأرواح. وأضاف ويتر “كانت تمثل أعلى مستويات التأمين من جانب القيادة الألمانية”.
ويرجع الفضل أيضاً إلى النجاحات التي حقّقها توت وفلاورز في تأكد قادة الحلفاء من أن القيادة العليا لدى هتلر قد انخدعت بهبوط قوات الغزو في كاليه، بدلاً من شواطئ نورماندي.
ويأمل المتحف في إعادة تجسيد عمليتي التشفير وفك الشفرات خلال احتفالية خاصة.
www.huffpostarabi.com