طنين في الأذن ونقص في السمع ودوار مفاجئ وشعور بالغثيان، ضغط زائد في الأذن يتسبب بنوبات لا يمكن التنبؤ بها؛ إنها أعراض مرض “مِنْيِير” المرهق الذي يصيب الأذن الداخلية، فما هي طبيعة هذا المرض؟ وما هو العلاج؟
المصابون بمرض “مِنْيِير” يعانون من بنوبات دوار شديدة ومن الإقياء والغثيان وفقدان السمع في الأذن المصابة، والطنين. تركيبة هذه الأعراض توجد فقط في مرض “مِنْيِير”، كما يقول طبيب الأعصاب الألماني، مارك أوبَرمان، مضيفاً: “هذا المرض له أعراض مميزة وصفها الطبيب “مِنْيِير” قبل مئة عام”. ولا يوجد علاج لهذا المرض حاليا، لكن هناك أدوية قد تساعد في تخفيف أعراض الدوخة. العمليات، مثل إلغاء جهاز التوازن، مثيرة للجدل. وينصح بالتغذية القليلة الملح والقيام بتمارين التوازن. وغالباً ما تتراجع الدوخة مع التقدم بالعمر.
هكذا تكون حياة المصاب بداء “مِنْيِير”
قبل أحد عشر عاما، أصيب بكر ديميز بنوبة دوار حادة للمرة الأولى، وقد بدا الأمر له مثل صعقة كهربائية، كما يقول، ويضيف: “يتوقف كل شيء دفعة واحدة. أياً يكن ما تقوم به، ستترك ما بين يديك، وسيبدأ العالم بالدوران. عندها ستشعر بغثيان شديد”.
فقد بكر ديميز قدرته على توجيه نفسه، ولم يعد يعرف إن كان واقفاً أم مستلقيا. النوبات تتكرر، داخل البيت وخارجه، ويضطر للتقيؤ في كل مرة. بعد المرة الأولى وما تلاها شعر بخوف شديد، بحسب قوله: “كان عندي خوف حقيقي من أن أموت وأن أزول من الوجود، من أن أفارق الحياة في عشر دقائق”.
يمضى بكر ديميز وقتاً طويلاً لدى الأطباء، ويبحث بيأس عن سبب لنوبات الدوار. بعد معاناة طويلة، شُخصت حالته على أنها مرض “مِنْيِير” الذي يُعتَقد أنه ناتج عن ضغط زائد يؤذي التراكيب الموجودة في الأذن الداخلية.
لاستبعاد أمراض أخرى مثل اضطرابات الدورة الدموية يتم فحص الأوعية الدموية بالموجات فوق الصوتية. كل نوبة دوار تتسبب بأضرار دائمة للسمع. يعاني بكر ديميز من ضعف في السمع في الأذن اليسرى، كذلك من اضطراب واضح في التوازن. يمكن إحداث نوبة دوار من خلال إدخال الماء في الأذن، وإذا كان جهاز التوازن سليماً، تتحرك العين. ويقول الطبيب أوبَرمان: “في حالة السيد ديميز هناك تعطل في جهاز التوازن الأيسر، وهي نتيجة معروفة لمرض مِنْيِير الذي يصيب السمع وجهاز التوازن، ولا نكاد نرصد هنا أية حركة للعين اليسرى، في حين تعمل اليمنى بشكل جيد”.
آخر نوبة مر بها بكر ديميز كانت قبل نصف عام، وهو معرض للنوبات في أي لحظة. كانت السنوات الإحدى عشرة الأخيرة عصيبة بالنسبة له ولعائلته. ومع ذلك يأمل بكر ديميز بأن تتوقف نوبات الدوار التي تصيبه ذات يوم.