إن الزواج ضرورة من أجل استمرار الحياة، واشباع حاجة الفرد إلى التكامل والتعايش مع الأخر، وتأسيس البيت والأسرة التي ستأخذ على عاتقها بناء المجتمع من خلال تربية الأبناء تربية حسنة وصحيحة، وعليه فإن قرار الزواج أصعب القرارات التي من الممكن أن يتخذها الإنسان في حياته، ذلك أن الفشل فيه يعتبر فشلاً كبيراً ويترتب عليه الكثير من الأضرار التي تلحق بالفرد والأسرة والمجتمع، وللأسف الشديد يغيب عن ثقافتنا وأذهان أسرنا الوعي الحقيقي والتعريف الصحيح للزواج حتى أن الكثير من شباب اليوم لا يستشعر المسئولية العظيمة التي ستلقى على عاتقه بعد الزواج مما يؤدي إلى عدم الإعداد الجيد لهذا الزواج واتخاذ قرار الزواج بعشوائية وبدون تخطيط مما يترتب عليه كما أسلفنا ضرراً كبيراً يصيب الأسرة والنسيج المجتمعي.
ولأجل أن تتخذ قرار الزواج عليك أولاً أن تسأل نفسك، هل أنت مؤهلاً للزواج نفسياً وفكرياً؟ ولن تعرف ذلك إلا إذا تعرفت على طبيعة الزواج وما هي واجباتك تجاه الطرف الأخر وحقوقه عليك، ولماذا شرع الله الزواج بين خلقه؟ ثم تخطط جيداً ذلك أن أي مشروع بدون تخطيط فنسبة الفشل فيه كبيرة، ولا أعتقد أن هناك مشروعاً أهم في حياتنا من الزواج، ومرحلة التخطيط هذه عليك أولاً أن تستشير ذوي الرأي والخبرة ممن حولك، وتحديد متطلبات الزواج ثم ما هي المواصفات التي ترغب أن تكون في شريك حياتك بناء على طبيعتك ومتطلباتك لضمان استمرار هذا الزواج، كما ينبغي عليك أن تهيء البيئة التي تحيط بك من الأهل لهذا الموضوع ذلك أن قرار الزواج لا يكون قراراً فردياً فأنت تعد لبناء أسرة ستكون امتداداً لأسرة أكبر تتبع لها وستتعامل معها لأجل ذلك قليلون أولئك الذين ينجحون في زواجهم إذا ما كان هذا الزواج يتعارض مع البيئة التي حولهم إن تعاملوا معها.
ولعل من أهم ما يهدد الزواج هو الثقافة السائدة في بعض المجتمعات والتي تضع الإمكانية المادية هي المعيار الوحيد للزوج بحيث تجد الكثير من الأسر تزوج أبناءها وهم في سن مبكرة جداً قبل أن ينغمسوا في معترك الحياة الحقيقية، دون وضع أي اعتبار لتأهيله النفسي وحتى الجسدي والفكري لهذا الزواج، وفي نفس الوقت هناك من يترك الزواج إلى أن يمضي به العمر فيأتي ليتزوج وقد ذبل شبابه وانطفئت لهفته فيكون زواجه مجرد مرحلة من العمر وعليه أن يمر بها، لأجل ذلك يفضل أن يكون وقت الزواج مناسباً بحيث يكون الشاب بات قادراً على تحمل المسئولية وفي نفس الوقت يكون في مقتبل العمر.
وفي الختام كل ما سبق من نصائح لمن يود اتخاذ قرار الزواج هام جداً لكن الأهم من كل ذلك اتباع تعاليم ديننا الإسلامي في الزواج فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب بأن يكونوا أولاً قادرين على تحمل المسئولية في قوله ” من استطاع منكم الباءة فليتزوج .. ” وفي نفس الوقت أوصاهم بوضع الدين أول معايير اختيارهم لزوجاتهم بقوله ” فاظفر بذات الدين تربت يداك .. ” ، وللفتاة حين أوصاها من خلال أهلها إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه لأن بدون الدين والخلق لا تستقيم الحياة حتى لو توفرت كل متطلباتها