القاهرة: وليد عبد الرحمن
أفتى الأزهر بتحريم لعبة «بوكيمون»، وقال وكيل الأزهر، الدكتور عباس شومان: إنه «من قمة الهوس الضار بحياة ومستقبل المغرمين بتلك الألعاب تلك اللعبة الباحثة عن (بوكيمون) في الشوارع والمحال التجارية وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية وبيوت الناس، وربما دور العبادة، حيث تجعل من الناس كـ(السكارى) في الشوارع والطرقات وهم يتابعون شاشة الهواتف المحمولة التي تقودهم إلى مكان (البوكيمون) الوهمي؛ طمعا في الحصول عليه والإمساك به».
ودخل الأزهر بقوة على اللعبة التي أثارت جدلا عالميا ومحليا. وفي أول تعليق من المؤسسة الدينية الرسمية في مصر على لعبة «بوكيمون»، قال وكيل الأزهر: «إن التقدم التكنولوجي والإلكتروني أفاد الناس كثيرا، ويسّر عليهم كثيرا من الأمور، واختزل أوقات الحصول على المعرفة والتواصل فيما بينهم، حتى الأطفال والشباب وجدوا في الألعاب الإلكترونية ضالتهم في اللعب والتسلية، وإن تجاوز الأمر حده فصرفهم في كثير من الأحوال عن دروسهم وأعمالهم المرتبطة بمستقبل حياتهم، وكان من قمة الهوس الضار بحياة ومستقبل المغرمين بتلك الألعاب تلك اللعبة الباحثة عن (البوكيمون)»، مضيفا في تصريحات صحافية له أمس، إنه إذا كانت هذه اللعبة قد تخدع الصغار ويصدقونها فلست أدري أين ذهبت عقول الكبار الذين يتبعون هذا الوهم حتى تصدم أحدهم سيارة وهو منهمك في التتبع غير منتبه لقدوم سيارة، ويدخل آخر قسم شرطة طالبا من الضابط التنحي جانبا للبحث عن «البوكيمون» الذي تظهر شاشة موبايله أنه يختبئ تحته، ولست أدري هل سنجد بعض المخبولين يدخلون بأحذيتهم المساجد والكنائس والسجون والوحدات العسكرية للبحث عن مفقودهم؟، وهل سيترك الناس أعمالهم والسعي خلف أرزاقهم سعيا خلف «البوكيمون»، أم أنهم سيستردون عقولهم ويتجنبون هذا العبث الملهى؟».
من جانبهم، أكد علماء في الأزهر، أن لعبة «بوكيمون» مكروهة، وقال الدكتور على محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: إن «اللعبة مكروه لعبها لأنها تضيع الوقت.. ولذلك من الأفضل ألا يتم لعبها على الهواتف المحمولة،» موضحا أنه إذا سببت لعبة «بوكيمون» للآخرين حوادث أو كوارث، مثل التي وقعت من مستخدميها فهذا يعد محرما في الشرع».
في غضون ذلك، أكد حسام صالح، خبير تكنولوجيا الاتصالات والإعلام الرقمي في مصر، أن «مشكلة لعبة (بوكيمون) أمنية في المقام الأول»، مضيفا: «لا نتحدث عن مخاوف مصرية فحسب، وإنما مخاوف عالمية تؤرق عددا من الأجهزة الأمنية حول العالم»، موضحا أن شركات الاتصالات الكبرى بدأت بتقييم اللعبة وتكشف مدى اختراقها لأشياء كثيرة جدا.
ولفت خبير الاتصالات إلى أن هذه اللعبة تعمل على خلق مسرح جريمة تخيلي، عبر الفيديوهات التي تبثها اللعبة، مشيرا إلى أنه سيكون بإمكان التنظيمات الإجرامية استغلال هذا المسرح لأغراض مشبوهة، موضحا أن اللعبة تقوم بأخذ جميع المعلومات الموجودة على هاتف اللاعب، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على معلوماته الخاصة.